ثالثاً: طريقة تنظيم المجتمع: تُعدّ طريقة تنظيم المجتمع إحدى طرق الخدمة الاجتماعية، وتهدف لتحقيق مستوى مناسب من الخدمات من أجل الرفاهية الاجتماعية عبر تنمية الوعي المجتمعي بمواجهة الاحتياجات. لا تقدم خدمات مباشرة للأفراد، بل تسعى لخلق سبل اتصال وتنسيق بين الجماعات والمؤسسات المُقدّمة للخدمات. تُعرّف بتعاريف متعددة، منها تعريف موراي روس الذي يراها "عملية تحديد المجتمع لحاجاته وأهدافه، وترتيبها حسب الأهمية، ثم إذكاء الثقة والرغبة في العمل لتحقيقها". كما عرّفها عبد المنعم شوقي بأنها "عملية تُبذل لإحداث تطور وتنظيم اجتماعي واقتصادي، بالاعتماد على جهود حكومية وأهلية منسقة". وتشمل الخصائص: كونها طريقة أساسية في الخدمة الاجتماعية، وإيمانها بالتغيير المقصود، واعتبار مجتمع الحاجة وحدة العمل، ومشاركة أخصائيين اجتماعيين متخصصين، ومساعدتهم لسكان المجتمع على اتخاذ القرارات السليمة، والاستعانة بالخبراء والمتطوعين، والعمل بخطة ضمن أيديولوجية وسياستها العامة، ومشاركة السكان في التخطيط والتنفيذ والتقييم، وممارستها عبر أجهزة متخصصة على مختلف المستويات، وتعاون الحكومة والأهالي، وتطبيق المبادئ الديموقراطية. الأهداف العامة هي إشباع حاجات المجتمع وحل مشاكله، وتحسين أحواله اقتصادياً واجتماعياً، مع أهداف فرعية إنجازية (تخطيط وتنفيذ برامج)، ومرتبطة بالعملية (حشد المشاركة والتعاون)، وخاصة بالعلاقات الاجتماعية (تحويل الصراع إلى تعاون). تستند على مبادئ منها: التقبل، والاستثارة، والمشاركة، وحق تقرير المصير، والوصول لنتائج مادية ملموسة، والموضوعية، والاستفادة من إمكانيات البيئة، والعلاقة المهنية، والتقييم. تتضمن عملياتها أربع مراحل: تمهيدية (دراسة المجتمع، تحديد المشكلات، الاتصال بالخبراء، كسب ثقة المواطنين)، وتخطيطية (الموازنة بين الموارد والاحتياجات، وضع الأولويات)، وتنفيذية (استثارة الرغبة في التغيير، إحداثه، وتثبيته)، وتقويمية (تقييم مبدئي ونهائي لمدى تحقيق الأهداف).