فهي في حد ذاتها الأكثر إبداعاً وتنوعاً وغموضاً بين المصممين،  حيث يستكشفها العلماء سعياً إلى تقليد عملياتها وقوتها،  ابنة مهندس زراعي: "عندما كنت طفلة،  وقد أدى تقدير هذه العلاقة بين الطبيعة والتعلم إلى تطوير دورة جديدة لطلاب الهندسة المعمارية والتعليم في الجامعة اللبنانية الأميركية.  التي دعت مؤخرًا أحد المتخصصين في البستنة لإلقاء محاضرة ضيفة على طلابها حول التعلم في الحدائق: "لقد عمل طلابنا معًا لإعادة التفكير في المساحة الخارجية للحضانة في حرم الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت،  والتي تعمل كمختبر لطلاب التعليم".  التي قررت مجموعتها تصميم حضانة بها الكثير من النباتات المختلفة،  لذلك يجب أن نصممها لتكون انعكاسًا للكيفية التي نريد أن نتشكل بها".  وهو مدرس بدوام جزئي في الجامعة اللبنانية الأميركية،  يؤيد بشدة ضمان تصميم الفضاء بحيث يغرس التنمية الاجتماعية والتماسك.  يعتقد الأمين أن المملكة المتحدة تقدم مثالاً إيجابياً لكيفية إعادة بناء المشهد الطبيعي لأي بلد بعد انتهاء الصراع.  ويقول: "لقد أشركوا الناس في تطوير رؤية جماعية لإعادة تصميم بيئتهم وبالتالي مجتمعهم"،  من بين تلك التي سيتم ارتداؤها على منصة عرض الأزياء في عرض أزياء تستضيفه كلية الهندسة المعمارية والتصميم في يونيو/حزيران من هذا العام.  وسيعرض الحدث أعمال طلاب أول دفعة خريجة من بكالوريوس تصميم الأزياء بالتعاون مع إيلي صعب وكلية لندن للأزياء.  التي تحمل شهادة في علم النفس: "كان تصميمي مدفوعًا برغبة في تفكيك اللاوعي.  لذلك ابتكرت نسيجًا مطبوعًا ثلاثي الأبعاد استنادًا إلى صورة مجهرية لأجنحته".  ويرسم الأستاذ المساعد في قسم الفن والتصميم أوجه تشابه بين الطريقة الغريزية التي تصمم بها الحيوانات والطريقة التي يتعامل بها البشر مع التصميم.  ولكنه يشير إلى أنه في حين قد تصمم الحيوانات ما تحتاجه للبقاء غريزيًا،  يتعين علينا كمصممين أن نقيد أنفسنا من خلال وضع المعايير،  والآن يتطلع العلماء إلى النباتات في محاولتهم تطوير وقود شمسي،  تماماً كما استعان المهندسون بالأسماك أثناء تصميم سيارات أسرع وأكثر أماناً،  واستعانوا بالطيور أثناء تصميم الطائرات.  يتعين علينا أن نسأل أنفسنا باستمرار: ماذا نعني بالتصميم،  يمكن فهمها على أفضل نحو باعتبارها نظاماً بيئياً ونظاماً ثقافياً في الوقت نفسه ـ وهو اعتراف بأن اقتصادات التجمعات الحضرية والعمليات الريفية للاستخراج والنقل تشكل الآن شبكة كوكبية.  يهدف مركز ماك هارغ إلى مواجهة هذا التحدي من خلال توفير منصة للعلماء البيئيين والاجتماعيين والمخططين والمصممين وصناع السياسات والمطورين والمجتمعات للتوحد والبحث وتصميم طرق جديدة لتحسين الأداء البيئي ونوعية الحياة في المدن والبلدات في جميع أنحاء العالم.  حيث تتعدد التأثيرات ومصادر الإلهام .  أدى الانسجام بين الأشكال الطبيعية والتصميم إلى ظهور حركات فنية وابتكارات تكنولوجية وأعمال تركت بصمة لا تمحى في تاريخ التصميم .  سنستكشف كيف ألهمت الطبيعة التصميم بمرور الوقت،  ونحلل بعض الأمثلة المهمة والتأثير الذي أحدثته على مجتمعنا.  فن الآرت نوفو والتناغم بين الأشكال الطبيعية والتصميم استلهم الفنانون والمصممون في هذه الفترة من الأشكال العضوية للطبيعة،  الباوهاوس والبحث عن الجماليات العضوية لقد أحدثت مدرسة باوهاوس للتصميم،  حيث تبنت رؤية حديثة وعملية .  وعلى الرغم من جمالياتها البسيطة،  وتجربة الأشكال العضوية والمواد الطبيعية.  مما يخلق زواجًا مثاليًا بين الوظيفة والجماليات .  لا يسمح هذا النهج بمنتجات أكثر استدامة فحسب ،  قرر بعض الرواد إجراء التجارب واخترعوا بعض الأشياء مثل: • عصارة "Juicy Salif" من تصميم فيليب ستارك: استوحيت هذه العصارة الأيقونية من شكل الحبار.  • "Alessi Mediterraneo" من تصميم إيما سيلفستريس: هذه المجموعة من أدوات المطبخ،  تم تصميم المقابض على شكل أعشاب البحر،  • سلة طهي بالبخار على شكل زهرة اللوتس من تصميم جوزيف جوزيف: تتميز هذه السلة البخارية بشكل مستوحى من بتلات زهرة اللوتس.  • "Boskke Sky Planter" من تصميم باتريك موريس: استوحي تصميم هذا الوعاء المعلق على السقف من جذور النباتات التي تنمو معلقة في الهواء.  يسمح التصميم للنباتات بالنمو رأسًا على عقب،  من الضروري إعادة تتبع وتعميق فكر ميشيل سيريس (2001): نظريته حول تطور الإنسان التي تتعامل مع العلم ونتيجته الأكثر وضوحًا - أي الابتكار التكنولوجي - لها تأثيرات على فكر وممارسة التصميم الذي طور الطريقة واستكشف التأثيرات على الأنظمة.  برزت اليوم مسارات مزدوجة في الفكر والممارسة: مسار يتعلق بتطور الإنسان في الاستقلال والوعي الذاتي،  ومسار آخر يطمح إلى التطور المشترك في انسجام تام مع الطبيعة.  في التوتر الأبدي بين الطبيعة والتكنولوجيا،  التغيرات المناخية وذوبان الأنهار الجليدية،  والأحداث الجوية المتطرفة والكوارث الطبيعية المتزايدة التواتر،  إن التصميم الطارئ ـ وهو أحد التخصصات الحديثة التي تواجه الآن المحاولات الأولى لإضفاء الطابع المنهجي عليها ـ يمثل جانباً آخر من جوانب التصميم يهدف إلى إعادة تأسيس العلاقة المكسورة بين الإنسان والطبيعة.