إن نقطة الانطلاق الحقيقية للمنهج تاريخي كانت بأواخر القرن التاسع عشر الميلادي بعد أن اكتشفت اللغة السنسكريتية، وبعد ذلك يمكن ربط الجانب الوصفي بكل سهولة مع مسبباته التاريخية. هي ان القرن التاسع عشر الميلادي يعتبر العصر الذي كثرت فيه الدراسات التاريخية والمقارنة بين اللغات، وبشكل خاص بين اللغات الأوروبية واللغة الهندية. ولكن من ناحية اخرى فإن قولنا بأن نشأة المنهج التاريخي جاءت بالقرن التاسع عشر لا يلغي إجراء أبحاث قبل ذلك تعتمد على المقارنات بين اللغات واستخدام هذا المنهج، ولكن ذلك القرن هو العصر الذي شهد على تطورات واسعة بالمفاهيم النظرية وبالمنهجية الحديثة التي يبنى عليها المنهج التاريخي والمقارن. وبالتالي فإن المنهج التاريخي موجود منذ اكتشاف اللغات من قبل الانسان، وبين المنهج التاريخي المعاكس تماماً والذي يدرس الظاهرة وحركتها بين عصرين مختلفين أو أكثر،