تحت وطأة الاحترار العالمي فقدتقلنسوة الجليدية أربعون فِيئة من سمكها خلال أربعين سنة وقد تختفي قبل عام الفين وثلاثين بل إن بعض العلماء يقولون إنها ستختفي عام ألفان و خمس عشرة وسرعانما ستكون هذه المياه بلا جليد عدة شهور في السنة. أشعة الشمس التي كان الجليد يصدها أصبحت الآن تخترق الماء البارد وترفع حرارته وعملية الاحترار تمضي في تسارع رهيب. هذا الجليد يحمل في طياته تاريخ كوكبنا. لقد بلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون الآن مستويات عالية لم يعهدها العالم منذ مئات آلاف السنين. لم يعش البشر طوال تاريخهم في جو كهذا قط.هل يهدد استغلالنا الجائر لموارد الكوكب حياة الكائنات الحية على أنواعها? إن التغير المناخي عامل يعجل البوار, فبحلول عام الفين وخمسين قد يطال خطر الانقراض ربع أنواع الكائنات الحية على الارض, لان التوازن الطبيعي في هذه الاصقاع القطبية اختل ولم يعد كما كان.قرب سواحل grenland تتزايد أعداد الجبال الجليدية العائمة والسبب هو أن القلنسوة الجليدية المحيطة بالقطب الشمالي فقدت ثلاثون فيئة من سطوحها خلال ثلاثونين عامجرenلاند تتعرض لاحترار سريع. والجليد الذائب يتدفق ماءً عذباً إلى الماء المالح في المحيطات. ان جليد جرلاند يظهر بعشرين في المئة من الماء العذب في الكوكب بأسره. فإذا ذاب جله فسيرتفع منسوب المياه في البحار بمقدار سبع أمتار تقريبا. فما سبب هذه الويلات? إذ في الواقع أن الصفائح ال الجيدية في جرينلاند تعاني بسبب انبعاثات الغازات الضارة في أماكن أخرى على الأرض. نظام كوكبنا البيئي لا يعرف الحدود, فإنما كنا تطال عواقب أفعالنا الكوكب بأسره. إن الأرض بجوها ومناخها وحدة لا تقبل القسمة. هي بيت نعيش فيه كلنا إما أن ننجو معاً أو أن نهلك معاً. البحيرات تكثر على سطح جرين لاند. لقد بدأ الجليد يذوب بوتيرة متسارعة لم تخطر ببال أكثر العلماء تشاؤماً قبل عشر سنوات. هذه أنهار تستمد مياهها من الأنهار الجليدية. الآن تندمج معا اعداد اكبر فاكبر فتنخر السطح وتقطع اوصاله.خبر جيؤ من اعتقد أن الماء سيتجمد في أعماق الجليد فما حدث هو النقيض. يينسل الماء تحت الجليد ويحمل الصفائح الجليدية الى البحر, وهناك تتكسر وتصبح جباالاً جليدية عائمة. مع تزايد ذوبان الصفائح الجليدية في جرينلاند وانسياب مائهها العذب إلى المياه المالحة في المحيطات يتعاظم خطر داه ويهدد الأراضي المنخفضة حول العالم بالغرق.يرتفع منسوب المياه في البحار بشكل مقلق فالماء يتمدد كلما ارتفعت حرارته في القرن العشرين. وحدة سجل منسوب الماء في البحار ارتفاعاً مقداره عشرونكل شيء اختل واضطرب الشعاب المرجانية مثلاً شديدة الحساسية تتضرر حتى بأخف التغييرات في درجة حرارة الماء. وقد أتت الفاجعة على ثلاث في المئة منها فأبادتها, علما بأنها حلقة جوهرية في سلسلة الحياة.ظهر البلاء في الأجواءضا. التيارات الرئيسية للرياح تغير اتجاهاتها. واتخذت جغرافيا المناخ أنماطاً غير معهودة. في المالديف يتحسب سكان المناطق المنخفضة لكارثة إثر أخرى أحكم الرعب عليهم قبضته فبدأ بعضهم يجول بالنظر لعله يجد مسكناً آمننا يلوذ به من الخطر.إذا واصلت مياه البحار ارتفاعها بوتيرة متزايدة فماذا ستفعل المدن الكبيرة مثل طوكيو واكبر مدن العالم من حيث عدد السكان? في كل عام يطالعنا العلماء بتنبؤات جديدة أكثر ترويعاً. فسبعون في المئة من سكان العالم يقطنون السهول الساحلية. تقع احدى عشرة مدينة من بين أكبر خمس عشرة مدينة في العالم عند خط ساحلي او مصب نهر. فاذا ارتفع منسوب مياه البحار فسوف يدهم الأسطح المائية الباطنية. ويحرم هذه المدن من مياه الشرب العذبة,سوء الاحوال الجوية سيؤدي حتما الى موجات هجرة للسكان, سيكون من المحال التكهن بحجمها.في إفريقيا فقد جبل كلمنجارو حلته البيضاء ثمانون فيئة من أنههاره الجليدية. نضبت الأنهار وما عادت تتدفق في الصيف, وتضرر السكان من قلة الماء حتى في أعلى قمم العالم. في جبال الهيمالايا أصاب الانحسار الثلوج والأنهار الجليدية التي وجدت منذ الأزل.هذه الكوارث عواقبها وخيمة لان الأنهار تلعب دورا أساسيا في الدورة المائية فهي تجمد الماء الذي تستمده من الأمطار الموسمية ثم تطلقه سائلاً عند ذوبان الثلوج. والأنهار الجليدية التي تحفل بها الهيملاايا هي مصدر جميع الأنهار الآسيوية العظيمة مثل نهر السن. كيانغ. هذه الأنهار هي عصب الحياة لملياري نسمة فمنها يشربون ويغون محاصيلهم كما هو الحال في بنجلاديش. تقع بنجلاديش في دلتا نهر الغانج ونهر بما بوترا وهي في مهب الاضرار الناجمة عما يحدث في الهيمايا وما يحدث عند مستوي سطح البحر. بنجلاديش من افقر دول العالم واكأكثرها اكتظاظا بالسكان وهي تعاني اليوم من ويلات الاحترار العالمي. الوطأة الشديدة المتصاعدة للفيضانات والأعاصير الهدارة قد تفتك بثلث برها وتمحوه عن وجه الأرض, وعندما يواجه السكان مثل هذه النكبات والدمار لا يبقى امامهم الا الفرار.لن يسلم من الامر احد حتى الدول الغنية لن تجد في ثروتها مأوى فندرة الماء باتت تعم الكوكب حتى فيسترراليا ألقى الجفاف بظلاله الثقيلة على نصف الأراضي الزراعية. السنين.ما زالت حرائق الغابات تتعدى على المدن الكبرى, وهذا بدوره يسرع الحترار العالمي, فالأشجار تطلق أثناءحتراقها غاز ثاني أكسيد الكربون. لقدختل النظام الذي يضبط مناخ الارض. تصدعت دعائمه هل بدأ كوكبنا يحرق ذاته.بسرعة هائلة تداهم اخطار التغير المناخي هذه الرحابسرة البرد في سيبيريا وغيرها في ارجاء المعمورة شديد جدا. الارض في انجماد سرمدي تكمن تحت الارض قنبلة مناخية موقوتة, إنه غاز الميثان الذي تفوق قوته التدميرية قوة غازي ثاني أكسيد الكربون عشرونين مرةذا. ذاب الجليد السرمدي سيتسرب الميثان ويسرع التدهور المناخي وستنجم أضرار لا قبل لنا بها لن تكون الأرض أرضا ولا الديار ديار امامنا عشر سنوات لاثر لتصحيح الموضع وتجنب العبور الى حياة على الأرض لم نشهد مثلها قط.فتحنا ابواب شر مستطير واطلقنا ظواهر لا ضابط لها منذ وطئت أقدامنا الأرض وتناغم الماء والهواء وجميع أشكال الحياة في ترابط متصل ملأ أرجاء الكون العظيم. لكننا في العصر الحديث أفسدنا التناغم وحطمنا التواصل تعالوا نواجه الحقائق فكل الفظائع التي رأيناها هي لأفعالنا مرايا.عواقب أفعالنا هائلة, ويدفع آخرون ثمنها وإن لم تتلوث أيديهم بها. أتممت عيني مشاهد مخيمات لاجئين تضاهي المدن في أحجامها, كم من الرجال والأطفال والنساء ستلتهمهم غداً هذه المخيمات التي يتوقف فيها نبض الحياة, ونفرق فيما بينهم, ونحمي سعادة البعض من بؤس البعض الآخر? دائماً هناك بارقة أمل, أعرف أن أربعة من بين كل خمسة أطفال يذهبون إلى المدارس, فبعدما كان التعليم حكرا على النخبة من البشر, النال من العلم.لسوتو مثلا من أفقر دول العالم تفخر بأنها صاحبة أعلى نسبة تعليم مقارنة بعدد سكانها. قطر وهي إحدى أغنى دول العالم تنتهج سياسة تنبع من بصيرة نافذة ورؤية ثاقبة. حيث شرعت أبوابها لأفضل الجامعات الرائدة في العالم.في بنجلاديش توصل رجل إلى ما لم يخطر ببه أحد مصرفا لا يقرض إلا الفقراء فغير خلال ثلاثين عام حياة ملايين الأشخاص.القارة المتجمدة الجنوبية فيها موارد طبيعية هائلة. دائماً هناكبارقة أمل. لقد هبت الحكومات لحماية حوالي اثنين بالمائة من المياه الاقليمية في العالم. انها نسبة قليلة لكنها تمثل ضعف ما كانت عليه قبل عشر سنوات. تمتد المتنزهات الطبيعية على مساحة تفوق الثلاث عشر بالم الْمِائَةِ من مساحة القارات وتزينها بفسحات يتناغم فيها النشاط الإنساني مع حماية الكائنات والتربة.أدركوا أن الحياة بدون طبيعة محمية خراب. الغابات, لكن الحكومة أطلقت برنامجاً وطنياً أعاد للغابات خضرتها, لتغطي اليوم خمسة و ستون فِي الْمِائَةِ من مساحة البلاد, كما أن خمسة و سبعون فِي الْمِائَةِ من الورق المستخدم فيها معاد التصنيع. فاختارت إلغاء الجيش, وحماية غاباتها الجابون.تحمي غاباتها بتشريعاتها فقد فرضت قانوناً يمنع قطع أكثر من شجرة واحدة في كل هكتار. يجب أن يصبح صون الغابات ملزما ومحميا بالتشريعات. يجب فرض العدالة فعندما تكون التجارة عادلة يستفيد المشتري والبائع ولكن.كيف تتحقق العدالة ومن أين يأتي الإنصاف بين من يزرع بالأكف والسواعد ومن تساعده حكومته ويزرع ويحصد بالآلة الجبارة ترى هل يستطيع الزبون أن يفرض معايير العدالة قبل أن يشتري السلعة فلنكن زبائن مسؤولين وعاقلين, نفكر ونتفكر قبل أن نجري رأيت بشائر الأمل رأيت الزراعة تكبر على موائد المحبة فتطعم البشرية قاطبة, هذا إذا لم تسرق شركات إنتاج اللحوم لقمة الناس من أفواههم رأيت صيادين حريصين على حماية كنوز البحر رأيت بيوتا تنتج طاقتها بنفسها, وخمسة الاف إنسان يقطنون اول ضاحية صديقة للبيئة في العالم قامت في مدينة فرايبورج في المانيا.حكومات نيوزيلندا وايسلندا والسويد والنمسا ودول أخرى جعلت مسألة تطوير مصادر الطاقة المتجددة على رأس أولوياتها. غير ان هناك شيئاً آخر يكدر صفونا, اذ ان ثمانين بالمئة من الطاقة التي نستهلكها جوفية المصدر. ومع ذلك يبقى الامل, ففي الدنمارك رأيت مصنعا يعمل بالفحم ويطلق ثاني اكسيد الكربون في التربة لا في الهواء. ما رأته عيناي في ايسلندا أثلج صدري, وفي الدنمارك أيضا. المانيا, وإسبانيا هي أكبر الدول المستثمرة في الطاقة المتجددة. رأيت صحاري تمتد على مد البصر تلتهب تحت حرارة الشمس المستعرة. القبس الأصلي الذي تنهل الطاقة من سنة. كل ما علينا فعله, والبدء بالتطلع نحو السماء. كل ما علينا فعله هو تعلم الاستفادة من الشمس وتطويع طاقتها. إنها منائر للهداية. معالم على الطريق لمغامرة إنسانية عمادها الحكمة والاعتدال والتعاون. بل ما هو ات إنما بقي من النعم يشحذ الهمم, ونصف غابات العالم ما زالت خضراء, والكائنات الحية,