كانت أول خطوة اتخذها تيمور بعد جلوسه على عرش إقليم ما وراء النهر هي تعمير وتجديد مدينة سمرقند حيث أنه كان قد قرر أن يتخذها عاصمة له، وأخذت هذه المدينة تزداد عمرانا وازدهارا يوما بعد يوم طوال مدة وبعد أن شعر تيمور أن الأمر قد استتب له قرر أن يوسع حدود مملكته ودائرة نفوذه ففتح طشقند" في سنة ٧٧٢ هـ، ومن بعدها بدأ في فتح خوارزم، ثم شغل تيمور باخماد الثورات التي قامت في ذلك الوقت فيما وراء النهر، واستمر ذلك مدة أحد عشر عاما لم يفرغ فيها من إعداد الجيوش لقمع المتمردين. وبعد أن قضى تيمور على كل المعارضين في الداخل قرر أن ا د/ فاطمة نبهان 61 قسم اللغات الشرقية - المستوى الخامس تاریخ ایران وحضارتها 2 يتوجه بجيوشه للفتوحات الخارجية، وقدم له جواسيسه التقارير عن أوضاع إيران المضطربة في ذلك الوقت، والتي كانت خاضعة للعديد من الأمراء وحكام الدويلات. بدأت أول حملة لتيمور على إيران في العشرين من ربيع الأول عام ۷۲۲ هـ عندما أرسل ابنه "ميرانشاه" الذي كان لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره إلى خراسان وبعد ذلك لحق به لمؤازرته، وكانت خراســــــان في ذلك الوقت تحت سيطرة الملك غياث الدين خواجه على المؤيد والذي كان يحكم سبزوار والذي لم يجد في نفسه قدرة على مواجهة جحافل تيمور فخضع له، أما الملك غياث الدين فقد قاوم تيمور وكبده خسائر كبيرة إلا أن تيمور تمكن من فتح هراة، وبعد ذلك فتح طوس وسواها بالأرض هدما ثم فتح اسفرايين وفعل بها نفس الشيء، وقد وجد تيمور مقاومة شديدة من بعض المدن التي فتحها والتي هبت للدفاع عن نفسها ضد غزواته المدمرة، ووجد صعوبة في فتح بعض القلاع خاصة قلعة "قهتهة" الواقعة بين بلخ وكلات، في حين أن بعض المدن مثل سبزوار قد سلمت له بدون حرب. كان تيمور يستعين بالجواسيس دائما يبثهم في جميع البلاد التي فتحها والتي لم يفتحها، فينقلون له الأحداث والأوضاع كلها، الطوائف في كل بلد. وقد أعمل تيمور المذابح والمجازر في أغلب المدن التي فتحها سواء سلمت له من البداية أو دافعت عن نفسها، ومثال ذلك ما فعله في سبزوار حيث دفن ألفين من أهلها أحياء تحت الطين والحجارة. وكانت هذه أول حملة يشنها عليها، وبعد عودة تيمور إلى ما وراء النهر ثار اثنان من حكام وأمراء خراسان عليه؛ وبعد وفي عام 785 هـ كان أمير ولي" قد عاد إلى خراسان ثانية ودفع الأمراء هناك إلى الثورة على تيمور الذي عاد إليها ثالثة وأعمل فيها السفك والقتل والمجازر خاصة في سبزوار وهراة حيث قتل الكثيرين من أهل البلاد وأقام المنائر من جماجمهم. وقرر تيمور الإطاحة بأمير ولي وطارده إلى آذربايجان حيث احتمى بالسلطان أحمد" "جلاير الإيلكاني الذي لم يجرؤ على مواجهة تيمور ففر إلى بغداد وكان هذا هو الفتح الثالث لخراسان،