أصل و تاريخ الكتابة و تطورها : -تعريف الكتابة : تمكن من توثيق النطق ، و هي وسيلة لنقل الأفكار و الأحداث عبر تلك الرموز التي تطورت بتطور الكتابة و الإنسان عبر العصور ." " الكتابة هي ترجمة خطية للكلام و ذلك برسم حروفه بأشكال اصطلاحية تعبر عنها و هي ظاهرة إنسانية حضارية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعصور التاريخية . و هي لغة الإنشاء من الأدب و نحوه ، اللغة هي التي يستخدمها المثقفون في كتاباتهم .أهمية الكتابة : " و ترجع أهمية الكتابة إلى : 2. بداية ظهور الكتابة يعتبر بداية ظهور التاريخ الصحيح للأمم و الشعوب على اختلافها ،3. أنها بمثابة سجل تاريخي يحفظ لنا و يروي أخبار الدول ، و عن أحوالها الدينية و الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية .4. تساعد في تاريخ المنشآت المعمارية الأثرية . فكثير ما تتضمن النصوص التسجيلية تاريخ الفراغ من المنشآت ، . 6. تساعد في التعرف على طبيعة المعاملات المختلفة من بيع و شراء ، و مقاييس و موازين و معاهدات و مواثيق ." " تعد الكتابة من أهم الانجازات الحضارية للإنسان ، فانتشار الكتابة قسم الشعوب إلى قسمين : بين المالك للكتابة و الفاقد لها ؛ و هذه حقيقة تدل على أهمية الكتابة . " " الإنسان يمتاز عن سائر أنواع الحيوانات بالخط و أن الخط أهمُ العلوم و أشرفها . " إذ مكنت الإنسان من نقل ما اكتسبه من معرفة إلى الآخرين الذين يقيمون في أماكن بعيدة عنه , و إلى الأجيال التالية ." أعظم شاهد لجليل قدرها ، و أقوى دليل على رفعة شأنها ، أن الله تعالى نسب تعاليمها إلى نفسه ، و أعتده من وافر كرمه و إنفصاله فقال عز اسمه : ( اقْرَأ وَرَبُكَ الأَكْرَمُ الَذىِ عَلَمَ بِالْقَلَمِ عَلَمَ الإنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ) مع ما يُروى أن هذه الآية و التي قبلها مفتتح الوحي ، و أول التنزيل على أشرف نبي ، و أكرم مرسَل صلى الله عليه و سلم ، و في ذلك من الاهتمام بشأنها و رفعة محلها مالا خفاء فيه ." " فالكتابة كوسيلة للتخاطب ، أو من رموز لا تستدعي تفسيراً ) . " " و الكتابة كظاهرة انسانية ، تهد من أهم معالم التحضر للإنسان القديم ، و خطوة كبيرة من سعيه للتعبير عن رغباته و ما يصبو إليه . و الكتابة خطوة عظيمة لإحداث التغير الجوهري للمجتمع و الفرد و الإنسانية جمعاء ، و الكتابة من أهم خزن العلوم و المعارف و الخبرات و مواصلة تقدمها . " أصل و نشأت الكتابة : "اختلف في نشأة الكتابة ، و من أول من اخترعها ، فالبعض يرى أن الكتابة توقيف من الله تعالى ، كتبها في طين و طبخه ، قبل أن يموت بثلاثمائة سنة ، أصاب كل قوم كتابهم ، و قيل أنه أخنوخ و هو إدريس عليه السلام " الحقيقة أن المعروف الحقيقة لأصل الكتابة ، ليس بالأمر السهل ، لغموض تاريخ الفترات ، و لكن المطلع على النقوش و الآثار ، يدركُ أن عملية الكتابة لم تكن توقيفية من الله تعالى ، و لم تكن اختراعاً فجائياً من وضع أحداً بعينه . لا توقيفية من الله تعالى ، و لا من وضع آدم – عليه السلام – فهذا يعني أن الكتابة لم تكن بالشكل المتعارف عليه الآن ، و لكنها مرت بعدة مراحل طويلة عبر التاريخ ، و ذلك تبعاً لتطور حياة الإنسان ، و بيئاته المختلفة ، حتى وصلت إلى هي ما عليه في هذا العصر ، " تتفق الدراسات على أن أول كتابتين كان في الشرق الأدنى القديم , و هما الكتابة المسمارية , و الكتابة الهيروغليفية في مصر ." " و من المعروف أن الكتابة قد ظهرت من حوالي و 3500 – 3600 ق.م في سومر ( بلاد الرافدين ) و 3200 – 3400 ق. م في مصر ( وادي النيل )." يؤكد هانم عبد الحميد أن البداية الحقيقية للكتابة كانت في بلاد الرافدين ، ثم تبعتها مصر بفترة متقاربة ، حيث يقول " أن الكتابة بدأت في العراق ، و هي الكتابة المسمارية و كانوا يؤكدون على ذلك من خلال تاريخ بعض الألواح الطينية التي وجدت في الحفريات القديمة التي تم العثور عليها بجنوب العراق ، و أكدوا أنها ترجع لعهد السومريين . " " أول ما تم اختراع الكتابة في عام 5000 ق.م في بلاد الرافدين بواسطة السومريين ، الذين كان لهم إنجازات كثيرة في ذلك الوقت ، و كانت وسيلة الكتابة المتاحة لهم آنذاك هي الألواح الطينية ، بحيث كان يتم تشكيل هذه الألواح و بعد ذلك يتم الطباعة عليها بأدوات تشبه المسمار بطريقة معينة قبل أن تجف ، و ذلك لتكوين الحروف التي كان يتم ربطها مع بعضها ليتم تشكيل الكلمات ،