قال تعالى: ﴿وَيَسْتَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مفهوم الآية، وخلاصتها: سئل محمد ﷺ عن ماهية الروح، وما أعطي الإنسان من العلم إلا القليل. وخلق كلّ شيء، فلماذا إذا لا يجيبهم على سؤالهم بأي جواب يبهرهم به فيما يتعلّق بماهية الروح ويستعمل فيه من المفردات ذات المعاني الجاذبة، وينتهي الموضوع كأن يقول إن الأرواح مصنعها بين السماء السابعة والسّماء السادسة في مكان مملوء بالنور، وهي تصنع في غرف مبنيّة من اللؤلؤ والياقوت، مادتها الأصلية من نور ونار، مسئول عن صناعتها ملائكة خاصّون و. و.. و.. ويستطرد في شرح ماهية هذه الروح بالشكل الذي يبهرهم بمعلوماته الغيبية؛ والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحققوا منها، ألا يشكّل عدم جوابه لهم إحراجا له؟ لقد كلمهم عن السماوات السبع والأفلاك، وعن الرياح، والأخبار التاريخية المفصلة والأخبار والعجائب التي سوف تحدث في المستقبل؛ مثل خروج يأجوج ومأجوج، وعن تفاصيل الجنة والنار، ألا يستطيع أن يؤلّف أي قصة عن ماهية الروح؟ وفوق ذلك يقول لهم في نهاية الآية إن علمكم قليل جدا، فهو لم يجبهم عن تساؤلهم عن الروح، وفوق ذلك ينسب لهم الجهل، أو أن يؤلف قصة من خياله ليتخلّص من موقف قد سبب له الإحراج،