الإلياذة بل وفي أدب أوروبا كله. يجب أن ننظر إليها كمفتاح يوصلنا إلى الشعر الذي هما باكورته ونخبته. وقبل أن نبدأ في ذكر تقدير العالم كله للإلياذة، علينا أن نقول: إن الآلهة في علم الأساطير الإغريقية لا تعتبر مختلفة كثيرًا عن بقية الناس. فلهم مراكزهم وغضبهم وأفراحهم. وأهم مميزاتهم هي أنهم أقوى من البشر العاديين. ومع ذلك يمكن أن يهزمهم أنصاف الآلهة أو أحد الأبطال من البشر. وبلاغته الفائقة، ونعجب به كأحسن قصاص، يمكننا أن نصور النضال بين شخصين كل منهما على حق. في الأنشودة الأولى، مخطئًا بسبب عجرفته وصلفه؛ إذ انتزع هيبوداميا Hippodameia من بين يدي أخيل Achilles، فقد اضطر إلى إعادة ابنة خروسيس Chrysis إلى خروسيس نفسه. وفي الأنشودة التاسعة نجد أنه بناء على نصيحة نستور Nestor، أرسل أجاممنون كلًّا من أولوسيس Ulysses وفوينكس Phoenix وأجاكس Ajax، لم يكلل مسعاهم بالنجاح، أي أن يعتذر أجاممنون لأخيل المزهو المغرور والمعتد بجرأته وبسالته. فقد رفض هذا الأخير أن ينضم إلى المعركة دفاعًا عن الوطن، ثم تواجهنا في الأنشودة الثانية والعشرين فاجعة عاطفة بالغة الشدة، عندما يصر هكتور Hector على البقاء خارج الأسوار رغم توسلات أبيه. ويحارب، فيقتله أخيل ويجر جثته إلى الأسطول مربوطة إلى عجلات عربته الحربية متبوعًا بعويل ونحيب زوجة هكتور ووالديه.وهكذا نرى أن بعض الأحداث يسبب التردد، بينما يسبب البعض الآخر نتائج غير متوقعة. بنوع خاص، ونتائج كل هذه.وهناك أحداث أخرى لا تنتمي إلى الفكرة الأصلية، ويمكننا أن نصفها بأنها تفسيرية،Kindle Logoالإلياذة Iliad والأوديسة Odyssey أقدم الآثار الأدبية. ليس في الأدب اللاتيني فحسب، بل وفي أدب أوروبا كله. يجب أن ننظر إليها كمفتاح يوصلنا إلى الشعر الذي هما باكورته ونخبته. وقبل أن نبدأ في ذكر تقدير العالم كله للإلياذة، علينا أن نقول: إن الآلهة في علم الأساطير الإغريقية لا تعتبر مختلفة كثيرًا عن بقية الناس. فلهم مراكزهم وغضبهم وأفراحهم. ومع ذلك يمكن أن يهزمهم أنصاف الآلهة أو أحد الأبطال من البشر.لكي نثق في قوة هوميروس الخلاقة، وبلاغته الفائقة، يمكننا أن نصور النضال بين شخصين كل منهما على حق. فنجد أجاممنون Agamemnon، في الأنشودة الأولى، مخطئًا بسبب عجرفته وصلفه؛ إذ انتزع هيبوداميا Hippodameia من بين يدي أخيل Achilles، فقد اضطر إلى إعادة ابنة خروسيس Chrysis إلى خروسيس نفسه. إلى فسطاط أخيل سعيًا وراء مصالحته. ورغم توسلات فونيكس الجادة، لم يكلل مسعاهم بالنجاح، أي أن يعتذر أجاممنون لأخيل المزهو المغرور والمعتد بجرأته وبسالته. فقد رفض هذا الأخير أن ينضم إلى المعركة دفاعًا عن الوطن، عندما يصر هكتور Hector على البقاء خارج الأسوار رغم توسلات أبيه. فيطوف عدوًا حول طروادة ثلاث مرات، ويحارب، فيقتله أخيل ويجر جثته إلى الأسطول مربوطة إلى عجلات عربته الحربية متبوعًا بعويل ونحيب زوجة هكتور ووالديه. لا يتناول شعر البطولة الحرب، بنوع خاص، مغامرات أخيل وكبرياءه وغضبه وانتقامه وجرأته، ونتائج كل هذه.وهناك أحداث أخرى لا تنتمي إلى الفكرة الأصلية، بينما تساعد أحداث أخرى في إلقاء الضوء على الشخصيات.الأوديسةالأوديسة ثاني منظومة بطولية لهوميروس الخالد وتتلخص فيما يلي: ساعد بوسايدن Poseidon، إله البحر، ساعد الطرواديين في حرب طروادة. وهكذا كان على أوديسيوس Odysseus أن يضل طريقه في البحر وهو عائد إلى وطنه، يبدأ أول أعماله في إيثاكا Ithaca، فقد اجتمع الآلهة وعقدوا مجلسًا قرروا فيه ضرورة إرسال أولوسيس إلى إيثاكا، وعندئذٍ ذهبت مينرفا Minerva إلى إيثاكا حيث ظهرت أمام تيليماخوس Telemachus، ابن أوديسيوس، الذي كان صديقًا لأوديسيوس. فدخلت في حوار مع تيليماخوس وأوعزت إليه بأن يذهب إلى «بولوس» Pylos حيث يقابل نستور Nestor، كما يذهب إلى مينيلاوس Menelaus في أسبرطة Sparta، ليتنسَّم الأخبار عن والده، وما إذا كان لا يزال على قيد الحياة. ثم انصرفت بعد أن برهنت على ألوهيتها. فوبخ تيليماخوس والدته بنيلوبي Penelope وأمرها بأن تصعد إلى الطابق العلوي. وفي أثناء الوليمة هدَّد تيليماخوس العشاق بأنه سوف ينتقم منهم جزاء مسلكهم الشائن، فنسمع في الأنشودة الخامسة أولوسيس يصف مغامراته البحرية طوال مدة سنة كاملة، ويمكننا أن نقرأ في هذه الأنشودة أول قصيدة نظمت في العالم كله. كما أن الموضوع سامي الصياغة. وهنا استطرادات كثيرة طوال القصة برمتها، ولكنها، في الحقيقة، لا تتعلَّق بالخطة الرئيسية. ومن عادة جميع كتاب القصص أن يُدخلوا فيها شيئًا غير ضروريٍّ جدًّا؛ ولذا يعتبر هوميروس كاتبًا فائقًا للأدب ذا خيال لا يُخطئ إطلاقًا، كان كتاب هوميروس هو الذي عانقه الناس في الحرب الأخيرة عندما كانوا على وشك أن يصيروا آلات بسبب القسوة والقتال والنفعية. ولما كان هوميروس رجلًا ذا موهبة قصصية فائقة، فإنه يعرف كيف يحتفظ بالقارئ — رغم وصفه الطويل للقتال — بصورة حية وعلى وتيرة واحدة، فإنه سيعوض عن وصفه الطويل للقتال بتلك الابتسامات التي هي سلف كل الابتسامات والصور القصيرة المرسومة بتألق عظيم من عالم ذلك الشاعر نفسه، ويشبه أجاكس العظيم في لزومه داره العنيد، حمارًا استقر في حقل ورفض الخروج منه غير عابئ بما ينهال عليه من ضرب مبرح. ويحطم أبولو Apollo سور المعسكر الآخي Achean، ويسطع الضوء فوق رأس أخيل كالنار الموقدة داخل مدينة محاصرة ليراها الجيران فيسرعوا إليها بالنجدة. هذا، وإن المنظر يتغير باستمرار.وعلى الرغم من أن شعر هوميروس هو أقدم الأشعار،