ﻓﻨﺤﻦ ﻧُﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ رﻓﺾ ﻋﺪد ﻛﺒري ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ — اﻟﺬﻳﻦ ﻳَﺘﻌﻠﻤﻮن ﰲ اﻟﺨﺎرج — اﻟﻌﻮدة إﱃ أوﻃﺎﻧﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﰲ أﺷﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﱃ ﺧﱪﺗﻬﻢ و ِﻋﻠﻤﻬﻢ ﻟﻜﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ُﻣﺴﺘﻘﺒﻼ أﻓﻀﻞ.  وﺗﺒﺎﻃﺆ ﻫﺬا املﻌﺪل ﰲ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆ ﱢدي إﱃ واﻟﺘﻔﺴري اﻟﺸﺎﺋﻊ ﻫﻮ أن املﺎل ﻋﺎﻣﻞ ﺣﺎﺳﻢ ﰲ ﻫﺠﺮة اﻟﻌﻠﻤﺎء،  ﻻ ﺳﻴﻤﺎ وأن اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻲ ﰲ ﺑﻼدﻫﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ.  وأﻧﻪ ﺧﻼ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد واﻻﻧﺘﻬﺎزﻳﺔ واﻟﻮﺻﻮﻟﻴﺔ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﺘﺴﻠﻖ ﻋﲆ 3-1) اﻟﺤﻴﺎد اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ.  199 وﻟﻜﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﻴﺎد اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻛﺘﺴﺐ ﰲ وﻗﺘﻨﺎ ﻫﺬا أﺑﻌﺎدا أوﺳﻊ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜري،  ﻻ ﻓﻠﻨﻌﻠﻢ أن ﻫﺬه ﻟﻴﺴﺖ ﺻﻔﺎت ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﰲ ذاﺗﻪ،  واﻻﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﻘﺎﻃﻌﺔ ﺑني املﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻟﻮﺳﻄﻰ ﺗَﻜﺘﻔﻲ إذ ﻛﺎن ﻣﻦ وﻟﻜﻨﱠﻪ ﻛﺎن ﰲ ﺗﻔﻜريه اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺷﺨﺼﺎ أﺧﻼﻗﻴٍّﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ؛  وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﱰ ﱠدد ﰲ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ أﻗﻮى اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ ﻋﴫه إذا ﺗﺒني ﻟﻪ أﻧﻬﺎ ﻋﻘﺒﺔ ﰲ وﺟﻪ املﻌﺮﻓﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ،  وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻟﺴﻌﻲ املﺴﺘﻤﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ — اﻟﺬي ﺗﺘﻤﻴﱠﺰ ﺑﻪ ﺣﻴﺎة اﻟﻌﺎﻟﻢ — ﻳُﺆ ﱢدي ﺑﻪ إﱃ اﻋﺘﻴﺎد اﻟﺼﺪق وﻋﺪم اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ إﱃ إن اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻤﻮﻗﻒ »اﻟﺤﻴﺎد« — ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﺠﺮد واﻟﺘﻨﺰه واﻟﺒُﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻴﱡﺰ وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺈن اﻟﺘﻌﺒري اﻟﻘﺎﺋﻞ أن اﻟﻌﻠﻢ »ﻣﺤﺎﻳﺪ أﺧﻼﻗﻴٍّﺎ« ﻳﻤﻜﻦ — ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﻌﻴﱠﻨﺔ — أن ﻳُﻌﺪ ﺗﻌﺒريا ﻏري ﻛﺎف ﻟﻮﺻﻒ إذا ﻓﻬﻤﻨﺎه ﺑﺎملﻌﻨﻰ
  وزال اﻟﺤﺪ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑني وﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﰲ إﻟﻘﺎء اﻟﻀﻮء ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻮ ووﻇﻴﻔﺔ اﻷﺧﻼق ﰲ إرﺷﺎدﻧﺎ إﱃ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻜﻮن.  ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒرية ﻣﻦ اﻹﻧﺠﺎب — ﰲ ﻛﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺒﴩﻳﺔ — ﻻ ﺗَﺮﺟﻊ إﱃ رﻏﺒﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﺟﻠﺐ c0o ﻋﲆ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻪ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ،  ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻣﻤﺎرﺳﺔ،  وﻫﻜﺬا اﺗﱠﺴﻊ ﻧﻄﺎق املﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﺤﺮة — ﰲ املﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ املﺘﻘﺪﻣﺔ — ﻋﲆ أوﺳﻊ ﻧﻄﺎق،  واﺧﺘﻔﺎء وﻇﻬﻮر أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺤﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ املﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﺗَﻨﺘﴩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ،  أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﰲ ﻋﴫﻧﺎ اﻟﺤﺎﴐ إﱃ املﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﴎه،  واﻧﻬﻤﺎﻛﻬﻢ ﰲ ﻛﺸﻮﻓﻬﻢ اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ،  ﻗﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ — ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﻋﲆ اﻟﺪوام ﺑﻤﺆﺳﺴﺎت أﻛﱪ ﻣﻨﻪ،  وﻫﻲ ﺧﻄﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ املﺤﻞ اﻷول،  وﰲ ﺼﻢ ﻣﻦ اﻟﴬاﺋﺐ املﺴﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ،  3) ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﻲ: إﱃ أي ﺣﺪ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺨﺮج اﻟﻌﺎﻟﻢ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﴫ ﻋﻦ ﺣﺪود ﺗﺨﺼﺼﻪ؟ ﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﻨُﻌﺎﻟﺠﻬﺎ ﰲ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ؛  ذﻟﻚ ﻷن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻳُﻜﺮس ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ملﺠﺎل ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻀﻴﻖ ﰲ ﻓﺮع ﻣﻦ ﻓﺮوع اﻟﻌﻠﻢ،  ﻓﻬﻢ ﻳﻨﻤﻮن إﱃ أﻗﴡ ﺣﺪ ﻣﻠﻜﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ﰲ ﻣﻴﺪان ﻣﺤﺪود ﺟﺪا،  ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُﻜﺮر ﺷﻴﺌًﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﻏريه أو اﻟﺒﺪء ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﺒَﻖ أن أي إن اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻳُﻌﻮض ﺟﺰءًا ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﺛري اﻟﺘﺨﺼﺺ،  ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ،