ثانياً : الإحصاء وعلاقته بالعلوم الإدارية . علم الإحصاء هو علم العلاقات المتبادلة بالعلوم الأخرى فهو يؤثر ويتأثر بها في نطاق تطورها المستمر عبر التقدم التكنولوجي المعاصر حيث تحتل الطرق والنظريات الإحصائية مكانة مرموقة في العلوم الأخرى وتعتبر أساسا لتطورها ولاستحداث أبسط وأسرع الطرق في نطاق تطبيقها علميا ، و يرتبط علم الإحصاء ارتباطا قوياً بالعلوم الإدارية وذلك على أساس أن وظائف علوم الإدارة تستند في القيام بها بطريقة موضوعية إلى العديد من الطرق والنظريات الإحصائية . فاتخاذ القرار ضروري ومهم في علم الإدارة ويجب أن يؤخذ على أساس علمي غير متحيز ولكي يكون كذلك بفضل استخدام الأسلوب القياسي وهنا نجد أن نظرية الاحتمالات والتوقع الرياضي تقدم لنا هذا الأساس القياسي في اتخاذ القرار . ووفقا لـ ( القاضي ، 1983 ) فإن تخطيط عمليات الشراء أو البيع ودراسة طرق التخزين المتعددة وإدارة الإنتاج الصناعي وسياسات دور الاحصاء في دعم التخطيط الاستراتيجي - التسويق المختلفة والدراسات السلوكية المتعلقة بالمنتج والمستهلك وشؤون إدارة الأفراد وإدارة المؤسسات المتخصصة ودراسة الوقت والحركة كل هذا إنما يحتاج من دارسي العلوم الإدارية ومتخصصيها والباحثين في كافة هذه المجالات الإلمام بأحدث الطرق والأساليب الإحصائية وما تعطيه النظريات الإحصائية من تفسيرات وتحديدا للعلاقات بين متغيرات هذه العلوم وقدرة كبيرة على وضع الفروض واختبارها والتاكد من صحتها ومعرفة درجة صدق المقياس المستخدم وثباته والقدرة على استخدام وتطبيق خرائط المراقبة الإحصائية لجودة الإنتاج وكلها أمور يستطيع الإداري الملم والمطلع بالجوانب المختلفة لعلم الإحصاء أن يتقن تنفيذها واستخدامها حيث إنها ضرورية ومستخدمة ومطبقة حاليا وأساسية في كافة علوم الإدارة وبما أن أغلبية الدراسات المتعلقة بتحليل البيئة الداخلي و الخارجي تقوم وفقا لمناهج البحث العلمي الأصيل وإن لم تكن كذلك ستفتقد المصداقية والثقة وتبني عليها نتائج غير صحيحة ويكون اساس عملية التخطيط واهنا والعملية برمتها ستفشل . ولقد تم في المبحث الأول التطرق لخطوات البحث العلمي والتي يلعب الإحصاء دورا مهما ورئيسيا في كل خطوة من خطواتها .