تميز عمر بن الخطاب له بالقوة والشجاعة والعدل والرحمة والغيرة والفطنة، والإيمان الوثيق فكلها صفات مكينة فيه لا تخفى على أحد لذا وصف بالعبقرية نظرا إلى أعماله التي قدمها، مستعدا لتلك الاعمال مضطلعا بتلك القدرة. فقال يا أسلم إني أرى هاهنا ركبانا قصر بهم الليل والبرد. انطلق بنا. فخرجنا نهزول حتى دنونا منهم، فإذا بامرأة معها صبيان لها، وقدر منصوبة على نار وصبيانها يتضاغون فقال عمر: السلام عليكم يا أهل الضوء وكره أن يقول: يا أصحاب النار. فأجابته وعليكم السلام فقال: أدنو؟ فقالت: أدن بخير أو دع، فدنا منها فقال: ما بالكم ؟ قالت: قصر بنا الليل والبرد. قال: وما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟ قالت: الجوع قال: وأي شيء في هذه القدر ؟ قالت ماء أسكتهم به حتى يناموا . فخرجنا نهزول حتى أتينا دار الدقيق، فأخرج عدلا من دقيق وكبة من شحم. وقال احمله على قلت: أنا أحمله عنك. قال: أنت تحمل وزري يوم القيامة لا أم لا فحملته عليه، فانطلق وانطلقت معه إليها نهرول، فألقى ذلك عندها وأخرج من الدقيق شيئا فجعل يقول لها : ذري علي أحر لك، وجعل ينفخ تحت القدر حتى طبخ لهم. ثم أنزلها وأفرغ الحريرة في صفحة وهو يقول: أطعميهم وأنا أسطح لهم - أي أبرده. ولم يزل حتى شبعوا وهي تقول: جزاك الله خيرا. كنت بهذا الأمر أولى من أمير المؤمنين.