## الإدراك: هل هو ذاتي أم موضوعي؟ تعتبر عملية الإدراك من العمليات النفسية الأساسية التي تُمكن الإنسان من فهم العالم الخارجي والتكيف معه. تعتمد هذه العملية على تنظيم وتفسير المعلومات الحسية الواردة من العالم الخارجي، وهي عملية معقدة تشمل مختلف القدرات الذهنية للفرد. تُثير عملية الإدراك جدلاً فلسفياً حول طبيعتها: هل هي محصلة لعوامل ذاتية أم للعوامل الموضوعية؟ **الرأي الأول: الإدراك محكوم بعوامل ذاتية** يفترض هذا الرأي أن عملية الإدراك تعتمد على مجموعة من العوامل المتعلقة بالشخص المدرك، مثل حالته النفسية، التخيل، الذكاء، الذاكرة، وغيرها. يشير هذا الرأي إلى أن إدراكنا للأشياء يتأثر بخبراتنا السابقة ومستوى تفكيرنا. **الرأي الثاني: الإدراك محكوم بعوامل موضوعية** يرى هذا الرأي أن بنية الشيء المدرك هي التي تحدد نوعية الإدراك، في حين أن العوامل الذاتية تلعب دوراً ثانوياً. يشدد هذا الرأي على قوانين الإدراك - مثل قانون الشكل والأرضية وقانون البروز - التي تؤثر على كيفية إدراكنا للأشياء. **التركيب: تفاعل بين الذات والموضوع** تؤكد المدرسة الظواهرية على أن الإدراك هو عملية متعددة الأبعاد تتطلب تفاعلاً بين الذات والموضوع. لا يمكن فهم الإدراك من خلال الذات دون موضوع أو موضوع دون ذات. **الاستنتاج** يُمكننا استنتاج أن الإدراك هو نتيجة تفاعل متواصل ودائم بين العوامل الذاتية والموضوعية. تعتمد عملية الإدراك على خصائص الشيء المدرك، لكنها أيضاً تتأثر بخبرات الفرد وحالته النفسية ومستوى معرفته.