أن جرذًا يافعا كانت تسري فيه الحياة فكان كله قوة وكله أملا ً وكله حركة ونشاطا، فهو لا يستطيع — وإن أراد — أن يقر في مكان ساعة ولا يعرف من دهره إلا أن يسري في مناكب الأرض سعيً ِ ا وإن لقي في سبيل فما أرخص املوت عنده بالقياس إلى إثبات وجوده وتقرير ذاته، فإن هالَك هذا الأمل العريض يَنشده مثل ذلك البدن الواهن أجابك في مثل سخريتك بأن الوجود وجوده هو، ً من الغفلة أن يكون وألا يكون في آن معا؛ فاضحك ما شئت فلن يَنثني الجرذ عن أن يكون في دنياه شيئًا كما أراد له بارئه أن يكون! ُ مه، وكان الجرذ وحيد أ َ معناه في قاموس ألفاظها إلا النز َّ ق والطيش، فلم تد ً خر وسعا في الحد من نشاط وليدها وهو قُرة عينها وأملها الذي يُ َ عيد لها الشباب بشبابه، ً الحنون، وتكيل له عظات السنني نصحا بألا ينصاع لدعوة شيطانه الخبيث: ألا ترحم ُ يا ابناه أمك امل ِكته َّ لة؟ ما ضر ُ ك أن تهدأ في كمينك بني ذراعي وأمام بصري؟ لئن يكن قد ُ أغراك بالدنيا رعدها وبرقها؛ فما ذاك يا ولدي إلا رعد خلَّ ُ ب وبرق كذوب! وإن يكن قد َ أهاب بك صوت املجد؛ يأبى عليك الأمن فينصب َ لك حبائل املوت باسم امل ُ جد والخلود! خذها كلمة أملَتها تجربة السنني: لن يغنم الحي من