إلا أنَّه بشكلٍ عامٍّ كانت أغراض الشعر العربي محصورةً في عدَّة أغراض استمدَّها الشعر من البيئة التي خرجَ منها، وفيما يأتي بعض أهم أغراض الشعر العربي:[١] 0 seconds of 0 secondsVolume 0% الغزل يعدُّ الغزل من أهمِّ أغراض الشعر العربي على الإطلاق، فمثلًا ما بين امرئِ القيس ونزار قباني اختلافٌ جَذريّ كبير في البيئة والمعطيات وجميع جوانب الحياة أدَّى كل ذلك إلى اختلاف في بنية الشعر والتراكيب والألفاظ المستخدمة في الشعر. عمرو بن أبي ربيعة، ٢] وفيما يأتي بعض الشواهد الشعرية: قصيدة امرئ القيس في الغزل:[٣] قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل :::بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمها :::لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها :::وقيعانها كأنه حبَّ فلفل كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلوا :::لدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حنظلِ قصيدة قيس بن الملوح في الغزل:[٤] أُحُبُّكِ يا لَيلى وَأُفرِطُ في حُبِّي :::وَتُبدينَ لي هَجرًا عَلى البُعدِ وَالقُربِ وَأَهواكِ يا لَيلى هَوىً لَو تَنَسَّمَت :::نُفوسُ الوَرى أَدناهُ صِحنَ مِنَ الكَربِ شَكَوتُ إِلَيها الشَوقُ سِرًّا وَجَهرَةً :::وَبُحتُ بِما أَلقاهُ مِن شِدَّةِ الحُبِّ قصيدة المتنبي في الغزل:[٥] مَا لَنَا كُلُّنَا جَوٍ يا رَسُولُ :::أنَا أهْوَى وَقَلبُكَ المَتْبُولُ كُلّما عادَ مَن بَعَثْتُ إلَيْهَا :::غَارَ منّي وَخَانَ فِيمَا يَقُولُ أفْسَدَتْ بَيْنَنَا الأمَانَاتِ عَيْنَا :::هَا وَخَانَتْ قُلُوبَهُنّ العُقُولُ تَشتَكي ما اشتكَيتُ مِن ألمِ الشّوْ :::قِ إلَيها وَالشّوْقُ حَيثُ النُّحولُ وَإذا خامَرَ الهَوَى قَلبَ صَبٍّ :::فَعَلَيْهِ لِكُلّ عَينٍ دَلِيلُ زَوِّدينَا من حُسنِ وَجْهِكِ ما دا :::مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حَالٌ تحُولُ وَصِلِينَا نَصِلْكِ في هَذِهِ الدّنـ :::ـيَا فإنّ المُقَامَ فيها قَليلُ الرثاء وهو أحد أنواع شعر المديح يتعلق بذكر خصال وصفات الشخص الميت مصحوبًا ذلك بالأسى والحزن والتفجُّع، ٦] وأخيرًا فإنَّ النعي هو الإخبار عن حادثة الموت ونشرها بين الناس، كيف اختار واسطة العِقْدِ لقد قلَّ بين المهد واللحد لَبْثُه :::فلم ينسَ عهد المهد إِذْ ضُمَّ في اللحد ِ ألحَّ عليه النَّزْف حتى أحالَه :::إِلى صُفْرَة الجادى عن حمرةِ الوَرْدِ قصيدة الخنساء في الرثاء:[٦] قذًى بعينكِ أم بالعين عوارُ؟ :::أم ذرَّفت أن خلَت من أهلِها الدَّار كأنَّ عيني لذكراه إِذا خطرَت :::فيضٌ يسيلُ على الخدَّين مدرارُ فالعينُ تبكي على صخرٍ وحقَّ لها :::ودونه من جديد الأرض أستارُ الهجاء من أغراض الشعر العربي التي كانت منتشرة سابقًا وخاصةً في العصر الجاهلي، ٨] ومن الشواهد الشعرية: قصيدة الحطيئة في الهجاء:[٨] أبت شفتاي اليوم إلا تكلمًا :::بشرٍ فما أدري لمن أنا قائلهْ أرى لي وجهًا شوه الله خلقهُ :::فقُبحَ من وجهٍ وقُبح حاملهْ قصيدة المتنبي في الهجاء:[٨] من علم الأسود المخصي مكرمةً :::أقومه البيض أم أجداده الصيدُ أم أذنه بيد النخاس دامية :::أم قدره وهو بالفلسين مردودُ هذا وإن الفحول البيض عاجزةٌ :::عن الجميلِ فكيف الخصيةُ السودُ؟ المدح من أغراض الشعر العربي التي اشتهرت منذ العصر الجاهلي، كعب بن زهير، ٩] ومن الشواهد: قصيدة جرير في الفخر:[١٣] وَما وَجَدَ المُلوكُ أَعَزَّ مِنّا :::وَأَسرَعَ مِن فَوارِسِنا اِستِلابا وَنَحنُ الحاكِمونَ عَلى قُلاخٍ :::كَفَينا ذا الجَريرَةِ وَالمُصابا حَمَينا يَومَ ذي نَجَبٍ حِمانا :::وَأَحرَزنا الصَنائِعَ وَالنِهابا لَنا تَحتَ المَحامِلِ سابِغاتٌ :::كَنَسجِ الريحِ تَطرِدُ الحَبابا قصيدة المتنبي في الفخر:[١٤] أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي :::وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها :::وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرَّاها وَيَختَصِمُ وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي :::حَتَّى أَتَتهُ يَدٌ فَرَّاسَةٌ وَفَمُ وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ :::حَتَّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني :::وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِدًا :::حَتَّى تَعَجَّبَ مِنِّي القورُ وَالأَكَمُ الوصف يعدُّ الوصف من أهم الأغراض وربما أكثرها انتشارًا في الشعر العربي منذ بدايته وحتى العصر الحديث، فقد كان الشاعر يصف كل ما تقع عينه عليه وكل ما يشعر به، فالوصف من أوسع أبواب الشعر على الإطلاق، وشعر الحكمة ليس غرضًا يقصَد بذاته ولكن يأتي في سياق أغراض الشعر الأخرى، ومن أشهر شعراء الحكمة العرب: زهير بن أبي سلمى، يبيِّن فيه الشاعر الندم على تصرفاته ويقدِّم الاعتذارات من الشخص المقصود بالاعتذار ويظلُّ دائمًا مقرونًا بالمدح،