والملاحظ أن هذه النظريات الغربية في مجال الأخلاق وتباينها الظاهري إلا أنها تنطلق جميعها من منطلقات مادية نفعية ، أو النظرية الفردية عند ( هوبز ) ومن سلك مسلکه الذي ادعى أن الطبيعة الإنسانية طبيعة أنانية تعمل لمصلحة الذات وأن الإنسان كا يزعم اخترع المبادئ الأخلاقية ليتخذها وسيلة تحقق منفعته الشخصية ، أو المذهب الأبيقوري ) وأن الأخلاق نفعية لتحقيق مبدأ اللذة أو غيرها من النظريات الغربية التي ينحو كل منها منحى في تفسير منشأ المبادئ الأخلاقية فإن كل هذه النظريات وغيرها من النظريات الغربية تنطلق من منطلقات مادية تنكر الأصل الديني للأخلاق وتدعو إلى تحقيق المصالح الشخصية بأي وسيلة كانت وأن السعادة الحقة - على حد زعمهم - هي التي يشعر بها الإنسان نتيجة الإشباع ودوافعه الطبيعية وغرائزه الحسية دون التقيد بدين أو خلق قويم . ومع ما نراه من التزام الغربيين ببعض القيم في بعض الأحوال كالصدق والأمانة ، ومع إقرارنا بوجود مثل هذه القيم عند طائفة منهم حتى أصبح يضرب بهم المثل في الالتزام بها إلا أنها تبقى في الغالب لتحقيق مصالح و منافع شخصية أو لدفع مضار قد تلحق بهم إن لم يلتزموا بمثل هذه الآداب في تعاملاتهم فيما بينهم ، وقد يكون الالتزام الظاهري بمثل هذه الآداب لخوف عقوبة القانون والسلطان البشري ، هذه بعض مزاعم وأصول الفكر الغربي الأخلاقية وما تمثله من انتكاسة في الفطرة ومحاربة للدين ومنافاة للعقول السليمة ،