ما إن تاربت عشرينيات القرن الماضي على الإنتهاء حتّى كانت ماري كوري قد فهي عانت من بدأت تعاني تقريبا على الدوام من الإرهاق والدّوار ومن الحرارة المتدنية. كذلك دمدمة مستمرة في أذنيها ومن خسارة تدريجية لنظرها، الأمر الذي لم تتمكن من تفاديه إلا بشكل جزئي، ومن خلال سلسلة عمليات جراحية لمعالجة إعتام عدسة العين. ولقد ظهرت تلك الأعراض التي أصابتها نفسها لدى العديد من زملائها، كما توفّي هؤلاء عن عمر قصير نسبيا بسبب إصابتهم بمرض السرطان. وبالرغم من ذلك لم تقو «ماري كوري» على حمل نفسها على الإقرار بأن العنصر الذي اكتشفته وزوجها يُحتمل أن يكون مليئا بالعيوب في بالغ الأمر تقبلت ماري كوري بالفعل حقيقة أن الراديوم هو مادة خطيرة لكنها استمرت في العمل بها في جميع الأحوال. ساءت حالة «كوري» الصّحَيّة بشكل ملحوظ، وأخيرًا اكتشف الأطباء العلة: فقر الدم الخبيث الذي يسبّبه التعرّض الدّائم للنشاط الإشعاعي. قامت كوري» بزيارة «بولندا» لآخر مرّة في ربيع العام 1934، وتوفيت بعد مرور بضعة أشهر فقط. وكانت وفاتها عام 1934 بالقرب من «سالانشيز سافوي» (Sallanches Savoy بسبب فقر الدم اللدائني Plastic anemia)، وكاد أن يُعزى سببه بشكل تام إلى التعرّض للنّشاط الإشعاعي إلّا أنّ الآثار المدمرة للنشاط الإشعاعي الأيوني لم تكن معلومة حينها بعد، كما أنّ «كوري» كانت تجري معظم تجاربها في الخارج، في حظيرة لا تتمتّع بالمقاييس الوقائية السليمة.