بين المصطلحية والمعجمية وهذا ما جعل أهم البحوث المؤسسة لعلم المصطلحية تتسم بالتطبيق قبل التنظير على غرار ما فعله فيستر ، ولهذا لم تظهر الدراسات النظرية والتنظيرية الا في نهاية القرن العشرين وبما أن علم المصطلح عرف بأنه العلم الذي يبحث في العلاقة بين المفاهيم العلمية والالفاظ اللغوية التي تعبر عنها فهو من هذه الزاوية يلتقي مع المعجمية التي تبحث في دلالة الالفاظ وتصنيفها وضبط مقاييسها المعجمية من بنية وتكوين واشتقاق وتوليد ، ولذلك فالفرق واضح من هذه الزاوية في المنطلقات المنهجية والمقاربات العلمية إذ يرتكز علم المصطلحات التطبيقي على منهج يعتمد على نهج تسمية الأشياء والمفاهيم قريب من وضع القوائم وعليه يكتسب كل تصور باستطاعته أن يشكل موضوع تسمية مدخلا ، فإذ كانت المعجمية وهي مبحث لساني تنطلق من الكلمة دون البحث في شتى معانيها ، فإن المصطلحية تنطلق من البحث في قضايا المفهوم دون التركيز على قضايا التسمية ومشاكل النطق وشكل الكلمة التي هي قضايا اللسانيات . المصطلح يعنيه ضبط المفهوم ثم يبحث عن التسمية ، أما المعجمي ينطلق من الكلمة ويبحث لها عن معاني مثل كلمة عين مثل التوليد والاشتقاق وصناعة المعجم وجمع المدونة ، وهو ما يؤكد ضرورة المنهج المصطلحي للتعامل مع قضايا تسمية المصطلح وضبط المفهوم . المصطلحي يبحث في تكوين 19دقيقة ، الأسس المنهجية للمصطلحية وتعود علل هذا الفصل إلى الأسس المنهجية المتبعة في معالجة المصطلح بجميع جوانبه المنطقية والانطولوجية اللسانية ، ولهذا السبب اتخذ الباحثون في قضية المصطلح وجهات نظر مختلفة من ناحية المنطلقات المنهجية ، ولكنها تلتقي في الهدف ، الا وهو ضبط علم المصطلح الذي أصبح يمثل تعريف علم المصطلح الدراسة النسقية لتسمية المفاهيم التي تنتمي إلى مجالات مختصة من التجربة الإنسانية ، فكل التحديات والتعريفات تؤكد أن مجاله عام و يشمل كافة التقنيات والعلوم ، وكذلك المجالات المعرفية غير العلمية ، كما يشمل كافة الأنشطة الاجتماعية المتسمة بطابع التخصص ، وحسب سلودزيان يطبق علم المصطلحات النظري جملة من قواعد التسمية والدلالة الخاصة به من خلال التعريف المنطقي الذي يتمحور حول ميدانها الخاص . ولذلك يتبع تحليل الوحدات المصطلحية من زاوية النظر اللسانية ، كما يحللها أيضا من الزاوية المفهومية وتتطلب هذه الزوايا خطة منهجية علمية يتبعها المصطلحي في عمله ، خطة ترازا كابري تبنى هذه الخطة على المنهج التالي فرز المصطلحات وتصنيفها حسب مجالات اختصاصها( العروض القافية والوزن) تقيسس المصطلحات وضبط مفاهيمها ( مثل التلفاز لم يكن معروف في العربية فالمختصون وضعو له تسمية خاصه به وسميا بالتلفاز) نشر المصطلحات التي وقع تقييسها عند الجهات المختصة . خطة ساجر جيان كارلوس :تعنى النظرية المفاهيم المصطلحية عنده بثلاث مهمات أساسية : إحصاء مجموعات الكليات اللغوية المترابطة و ذات العلاقة بالمفاهيم المعنية والمبنية استنادا إلى المفاهيم المدركة . تهتم هذه الخطة بدراسة المصطلح انطلاقنا من النصوص دراسة المصطلح في جميع النصوص التي ورد بها التصنيف المفهوم التصنيف الاشتقاقي ترتكز هذه الخطط على بعض الجوانب وتهمل أخرى ، اقتراح خطة شاملة ضبط بالمتصور ضبط المفهوم ضبط التعريف ضبط التقييس تحديد المجال العلمي تحديد المجال الوظيفي بناء على هذه المخطط بأن كل منهج صارم لا يمكنه أبدا أن يلم بخصوصيات المصطلح النظرية والتطبيقية إلا من خلال الجمع بين عدة تخصصات تتضافر لخدمة المصطلح و المصطلحية باعتبارها علما يجمع بين عدة علوم أخرى وأبرزها المنطق و اللسانيات والفلسفة . المقربات المصطلحية /: المقربة العامة / الفلسفية تنطلق المقربة المصطلحية العامة من دراسة المفهوم دراسة علمية دقيقة ، وهي دراسة تقوم على النسق الفلسفي للمفهوم و البحث في العلاقات المنطقية ولأنطولوجية الكامنة وراء تأسيس المفهوم داخل الوجود الفكري ، وكذلك تصنيفه ضمن شبكة من المفاهيم في اللغات العلمية والتقنية الخاصة ، وهو ما يجعل تأسيس المفهوم قائما على الوصف الفلسفي المتعالي عن السياق اللساني والدلالي الجاري في مستوى الإنجاز اللغوي الخاص ، ويجعلنا هذا الأمر نميز بين المفهوم الدلالي للكلمات الذي يتجسد في التعبير اللغوي والمتصور الذي يؤدي إلى نشأة المفاهيم المصطلحية . فيقابل كل مصطلح مفهومها خاصا به في الاستعمال ، ولا تعتني المقاربة العامة التي يمثلها فيستر ومن نهج نهجه بالشكل المعجمي للمصطلحات ، بل تبحث في كيفية إنتاج المفاهيم وتشكلها في الفكر العلمي والتقني على وجه الخصوص . المقربة اللسانية النصية : أي البعد الوظائفي الذي يضطلع به المصطلح في تكوين بنية النص العلمية و المفهومية . يتناسب المصطلح مع مفهومه داخل السياق النصي ، وتبعا لهذا الأمر قامت هذه المقاربة على الجمع بين المعالجة المفهومية والمعالجة اللسانية للمصطلح ،