تستند فعالية العلاجات الدوائية على مجموعة من المعطيات توفرها البيولوجيا الزمنية (الكرونوبيولوجيا ) من أجل الفهم السليم لمختلف الأمراض التي تهدد صحة الانسان و خاصة المزمنة منها ذات المنشأ النفسي الجسدي، غير أن السائد في وصف الأدوية و تناولها يخضع لمخطط تقليدي يراعي مواقيت الطعام بشكل عام ، وهو بنظر عالم الكرونوبيولوجيا ألان راينبرج ' اختيار غير لأنه لم يؤسس على بيانات علمية تبرز آثار الدواء التعديلية حسب توقيت "تناوله" (15) و هي الفكرة التي يشاطرها مختص روسي في أمراض القلب خلص الى ان العلاج بمضادات اضطرابات نظم القلب يوصف بشكل عشوائي نتيجة أكدها احد المؤيدين قائلا ان مضادات نظم القلب حصدت من ارواح الأمريكيين أكثر مما كلفتهم حرب الفيتنام (16). ان استنتاجات خطيرة كهذه تضعنا أمام العديد من علامات الاستفهام ، و ان كان الغرب بتقدمه العلمي و التكنولوجي يقر فإنه من الضرورة بما كان علينا كدول مستهلكة لإنجازات الآخر إعادة النظر فيما نعتمده من مقاربات علاجية و قبلها من أدوات تشخيصية ، و لعل الهدف من الملتقى يبدو طموحا جدا في اقتراحه لتبني مقاربة تكاملية، الواقع يثبت أن الانسان يفهم في اطاره الكلي فقط ، مبدأ جشطلتي يفرض نفسه و بقوة في فهم الظاهرة الانسانية بتعقيداتها اللامتناهية في حالاتها السوية فما بالك بالشذوذ و الاضطراب. ان التخطيط للصحة النفسية في أي مجتمع كان يقوم على معدلات الوفيات و اسبابها بوصفها مؤشرات ذات دلالة إكلينيكية و احصائية لها دورها الفعال في رسم السياسة الصحية لأي دولة بالعالم ، و عليه جاءت الدراسة الحالية لتوجيه الأنظار لظاهرة عرفت خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا ليس على مستوى الجزائر فحسب بل و عدت الرقم واحد عالميا خلف