المثل لغة هو الشبيه أوالنظير, وهو القول الذي لكثرة جريانه على ألسنة الناس اكتسب قيمة تعبيرية خاصّة، والأمثال الشعبية تعتبر من أهم أنواع الثقافة الشعبية في مختلف المجتمعات, فهي متداولة على لسان البشر في كل وقت وزمان وكثيرًاما نجدها تتحدث عن عادات وتقاليدوأحيانا تاريخ شعب معين. وتختلف في مضمونها مع اختلاف مصادرها من حيث اللهجة أو الألفاظ. سواء كانت فصيحة أم شعبية كبير فجمعوها وحرصوا عليها، فهي مرآة لأخلاق سكان المنطقة،فالمثل يلخّص قصّة عناء سابقةأوخبرة غابرة عاشتها جماعة ما في مكان ما، وحظيت هذه القصة عند الناس بثقة تامّة، فصدّقوها لأنها قد يهتدي بها الناس في حل مشكلة قائمة بخبرة مكتسبة بمشكلة قديمة انتهت إلى عِبّر لا تُنسى، وقد تغني عن رواية القصّة ذاتها وما جرى فيها ولهذا نسي الناس القصة وبقى المثل على مر الزمان .ولقد كثرت تعاريف المثل وتنوّعت، تظهر بلاغته في إيجاز لفظه ودلالة معانيه وانطباقه أو تطابقه مع ما يحدث يوميًا في حياة الشعوب"وهناك عدة تعاريف توضح معنى مصطلح (الأمثال الشعبية) منها:1- أنها الجمل القصيرة والعبارات المختصرة التي تشبه القصة القصيرة وتتحدث عن تجربة معينة مر بها أشخاص في زمن معين, يتناولها الناس عندما يُعيد الزمن نفسه على شكل مختلف من الناس بينما الوقائع التي قيلت فيها هذه الأمثال نعيشها في أي حقبة من الزمن.2- الأمثال الشعبية كنز من التجارب الإنسانية التي مرت على المجتمعات من قديم الزمان من خلال حوادث ومواقف استطاع العقل البشري أن يصوغها بجمل قصيرة ومكثفة الفكرة تنم عن استيعاب الإنسان لهذه الحالة وإدراكها والفطنة لها ثم صياغتها بطريقة أدبية وبلاغية.3- الأمثال الشعبية من أبرز عناصر الثقافة الشعبية فهي مرآة لطبيعة الناس ومعتقداتهم لتغلغلها في معظم جوانب حياتهم اليومية وهي لا تعكس المواقف المختلفة فقط بل تتجاوز ذلك أحيانًا لتقدم لهم نموذجًا يُقتدى به في مواقف مشابهه أو مثيلة عديدة.4- الأمثال الشعبية هي إحدى الخصوصيات الثقافية التي يتسم بها شعب من الشعوب وقد ينفرد شعب ما بترديد مجموعة منها وقد يشترك فيها مع غيره من الشعوب مع وجود اختلافات بسيطة كل حسب أسلوبه ولهجته.5- أن المثل الشعبي عبارة عن مجموعة تجارب عاشها مواطنون فأفرزت مجموعة من الحكم التي تمت صياغتها في مثل شعبي متناغم موسيقيًا وموحّد الإيقاع بين كلماته.والمثل الشعبى شأنه شأن كل أنواع الأدب الشعبي الأخرى الذي يؤدي عدة وظائف إجتماعية أهمها تكوين وخلق سلوكيات تُعين المجتمع على الاحتفاظ بتماسكه وتحفظ له قيمه وعاداته وتقاليده.كما أن المثل الشعبي هو نتاج لحكاية تعبر عن الحدث بأكمله وهو وليد الحدث والقصة وهو عنوان لحكاية اندثرت وهو قول مأثور موجز العبارة يتضمن فكرة صائبة أو قاعدة من قواعد السلوك الإنساني أطلقه شخص من عامة الناس في ظرف من الظروف ثم شاع على الألسن وأخذ الناس يتداولونه في مختلف المناسبات التي تشبه الظرف الذي قيل فيه لأول مرة، وذلك لولعهم بمثل هذه العبارات القصيرة التي تعبر عما يجيش في صدورهم مما لا يتيسر لهم - في كثير من الأحيان - أن يحسنوا التعبير عنه.والمثل كالعملة له وجهان وهما المورد والمضرب والمورد هو القصة أو الحادثة التي أُطلق فيها لأول مرة، وأما المضرب فهو الظروف التي نستخدمه فيها لمشابهتها لقصة المثل الأصلية التي وردت وكان المثل نتاجًا لها.والمثل الشعبى أحد أعظم الأساليب التربوية المتبعة في التعليم والتي ترسم بمجموعها صورة في الوجدان الشعبي، ومن أهم عوامل انتشار الأمثال الشعبيةفي حياة الشعوب هو التناقل الشفهي، والانتشار والتداول للمحتوى المعبر عن وجدان الجماعة، ثم الأسلوب المميز للإبداع الشعبي، مع توافر الدافع الروحي الجماعى.والأمثال الشعبية من أبرز أنواع الأدب الشعبي المجهولة النسب أو ليس لها مؤلف مثل الأدب الرسمى، وهي تلك التي تعبر عن طبائع الناس وعاداتهم وتقاليدهم. ويجتمع في المثل ما لا يجتمع في غيره من الفنون الشعبية الأخرى حيث يتميز بإيجاز اللفظ،وللمثل الشعبي دوره الاجتماعي، بفعل كونه خفيف الظل بين الناس، وكثيرًا ما يتضمن المثل الشعبي القيم الإجتماعية، وغيرها من التي تحمل في طياتها مُثل سامية وقيم عُليا رغم أن واضيعها أو من كانوا سببًا في ظهورها وانتشارها ربما لم يكونواقد نالوا حظًا من التعليم ولكن الفطرة والفطنة والحِنكةهي ما دفعت بهؤلاء لانتاج مثل هذا الفن البديع البليغ التلقائي المعبرومعرفتنا للمثل في حد ذاتها شيء عظيم ولكن الأعظم والأكثر وقعًاوالأكثر فائدة هو أن تعرف قصة هذا المثل والظروف التي دعت إلى ظهور هذا المثل ولذلك فقد أخذت على عاتقي محاولة جمع هذه القصص والحكايات التي قامت عليها هذه الأمثال لطرافتها ولغناها بالأحداث التي كثيرًا ما تؤرخ أو تعرض لفترة من الفترات أو ترتبط بحدث جلل أو بشخصيات بعينها.وأرجو أن أكون قد قدمت شيء يجمع بين الفائدة والمتعة والإفادة، وأنا هنا في كتابي هذا حاولت أن أتغلغل في أعماق أعماق الأمثال الشعبية و التركيز على أسباب قولها أو حكاية ظهور هذه الأمثال لأول مرة، وأسباب استخدامها في كل الحالات المشابهة لحادثة ظهور المثل نفسه. كما حاولت أن أبين أن بعض هذه الأمثال تستخدم في غير محلها وأحيانًا تستخدم بشكل عكسي لجهل مستخدميها بسبب ظهور المثل نفسه لأول مرة،كما حاولت أيضًا أن استعرض بعض الأمثال المكروهه والتي تصل أحيانا إلى حد الكراهة أو التحريم.واستعرضت بعضًا من الأمثال التي وردت في كتاب الله سبحانه وتعالى وكذلك استعرضت بعضًا من أمثال الشعوب في العالم أجمع.وأتمنى من الله أن يحوز الكتاب وما يحويه من أمثال وحكايات إعجباكم.