و العناصر الأربعة لا تتغير و لا تتبدل و لا تتحرك ، إنها تظل كذلك دائما حيث تدور مع (۲۲) وإذا كان الأمر كذلك ، فما هي علة ما نجده من حركة و تغير في هذا الوجود ؟ . يفسر أمباذ وقليس ذلك بأنه يرجع إلى قوتي " المحبة والكراهية " . أرسطاطاليس كذلك حيث يقول : " إنه لا يتكلم كذلك على الحركة إلا بطريقة غاية في العموم لأنه لا يكفي أن يقال إن التنافر و العشق هما اللذان يعطيان الحركة إذا لم يعين أن العشق ينحصر في أن يسبب النوع الفلاني من الحركة والتنافر في أن يسبب النوع الفلاني منها . و أو أن يتصور فرضا ما ، أو أو أن يخلص منه بأية طريقة أخرى . ٠ (۷۳) و هكذا يفر أمباذ و قليس من الالتزام بالرأي القائل أن الأشياء كانت متحركة قبل كون العالم. و قول أمباذ و قليس أن الأشياء الكائنة في هذا الوجود تتحرك ، لا يعني أنها تتحرك دائما ، بل أنها تتحرك حينا و تسكن حينا آخر . يقول أرسطاطاليس : " و إما على ما يقول أنباد قليس من أنها تتحرك - مرةثم تسكن أخرى ، ، و عملت الغلبة كثيرا في واحد ، و تسكن في الأزمنة التي فيما بين ذلك حين قال : أما من جهة : أن واحدا شأنه أن ينشأ عن كثير و إذا التأم أيضا واحدا تشعب منه كثير . و لا ينتهيان مع ذلك . من هذه الجهة هي أبدا غير متحركة دورا . . (٢٥) إذا لا شيء ثابت على الإطلاق و الأمر برمته اجتماع و افتراق بواسطة قوتي المحبة و الكراهية المسيطران على هذا العالم . (٢٦) Aو بقول كلي فإن أمباذ و قليس كان فيلسوفا موفقا فيما يتعلق بمسألة التغير و الثبات ، فقد وفق بين رأي هيراقليطس الذي يري أن الوجود في حالة تغير باستمرار و رأي بارمنيدس الذي لكنها منفصلة كما ، و هذا لا يعني أنها ذرات إذ هي في حقيقة الأمر العناصر الأولي للموجودات ۷۷) نستنتج من ذلك أن العناصر أو المبادئ الأربعة عند أمباذوقليس ثابتة لا يعتريها التغير على غرار بارمنيدس و على العكس من الأيونيين الذين زعموا أن العلة الأولي للأشياء يعتريها التحول و التغير إلى كثير من صور المادة . (۷۸) و جمع أمباذوقليس على هذا النحو بين ليوقيس : استمر أصحاب المدرسة الذرية ليوقيس ( ولد حوالي ۵۰۰ ق. م . ) و ديموقريطس ( ٣٦٠ - ٤٦٠ ق. م. ) على نهج أمباذ و قليس حيث رفضوا أن تكون علة واحدة للأشياء ، و زعموا أن الموجودات تتألف من جسيمات لا متناهية في الصغر تسمي " الذرات " . فجميع الأجسام " مكونة في البداية من أجزاء لا تتجزأ أو ذرات و هي غير متناهية لا في عددها و لا في أشكالها . و أن الأجسام لا تختلف في أصلها بعضها عن بعض إلا بالعناصر التي تتركب منها و بوضع هذه العناصر وترتيبها . - (۷۹) و تقبل الذرات الانقسام هندسيا و ليس ماديا ، و يفصلها عن بعضها الفراغ ، و لا تفني ،