ونشطت المنظمة الصهيونية العالمية بجناحيها لجعل هذا الوعد واقعاً مؤسساً : الجناح المدني (الوكالة اليهودية)، إضافة اإلى منظمات صهيونية عسكرية إرهابية أخرى، وصعد العنف والإرهاب بمختلف أشكالها، واستعمل مختلف الأسلحة لتوسيع قاعدة الإستعمار الإستيطاني، وطرد المزيد من أصحابها العرب، تمهيداً لإقامة الدولة وفي الوقت نفسه نشطت المنظمة الصهيونية على الصعيد الدولي لتطوير وعد بلفور إلى «صك دولي بإنشاء دولة». وقد تضافرت جهود الدول الاستعمارية والإمبريالية، مع دول أخرى وقعت تحت تأثير الدول الكبرى ذات النفوذ والسيطرة من أجل استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين وإقامة دولتين فيها، مع منح القدس وضعاً دولياً خاصاً. عم العنف المسلح والاضطراب جميع أنحاء فلسطين، وهـو مـا دعـا جامعة الدول العربية إلى إدخال قواتها المسلحة إلى فلسطين قصد إشاعة الأمن وحقن الدماء وحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، في حين أعلنت قيادة المنظمة الصهيونية في ١٤ أيار/ مايو ١٩٤٨ قيام دولة إسرائيل دون ان تحدد أو تقترح حدوداً لها .