بُعث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في بيئةٍ وثنيّةٍ جاهليّةٍ، وصارت الفضيلة بينهم رذيلةً، فما كان من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في ظلّ هذه الأحوال إلّا أن يبدأ دعوته سرّاً؛ والتي سارعت بالاستجابة إليه والإيمان بدعوته، ثمّ دعا ابن عمّه عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ودعا أيضاً بناته جميعاً فأسلمن معه، وانطلق بعدها في توسيع دائرة دعوته لتشمل أصحابه، فكان أبو بكر -رضي الله عنه- أوّل الملبين والمستجيبين، ومضى كُلّ من أسلم مع النبيّ بدعوة من يعرفه ويثق به، واستمرت الدعوة سريّةً لأكثر من ثلاث سنواتٍ، حيث كان النبيّ يعلّم صحابته فيها التوحيد، واختار دار الأرقم بن أبي الأرقم مكاناً لهذه الدعوة المباركة، وصار الوقت مناسباً للانتقال إلى الدعوة الجهريّة.