باب الواشي: يذكر الكاتب أن آفة الحب هي الوشاة، وأنهم على ضربين: الأول يهدف للقطع بين المتحابين فقط، وهو أشد ضرراً، كالسّم القاتل. قد يفشل في تحقيق هدفه، وغالبًا ما يتوجه للطرف المحبوب، بينما المحبّ قد لا يهتمّ. الوشاة يعلمون أنهم يستهدفون النفوس الضعيفة. يتنوع نقلهم، فقد يذكر للمحبوب أن محبه لا يحفظ الأسرار، وهو أمر صعب العلاج إلا بمواجهة المحبّ من قبل المحبوب، أو باكتشاف المحبوب لأسرار حبيبه بعد تمييزه. وقد يذكر أن محبة المحبّ غير صادقة، وأنها رغبة نفسية، وهذا أيسر معالجة. وقد ينقل أن حب العاشق مشترك، وهو أمر خطير خاصة إن كان المحبّ جذابًا والمحبوب ذا مكانة عالية، وقد يؤدي ذلك للهلاك. والضرب الثاني من الوشاة يسعى للقطع بين المحبين للاستئثار بالمحبوب، وهو أشدّ ضرراً. وثالثهم يكشف سرّ المحبين معاً، وهو غير مؤثّر إن كان المحبّ متعاونًا. باب الكذب: يعتبر الكذب أصل كل فاحشة، وجامع كل سوء، وجالب لمقت الله. النميمة فرع من الكذب، وهو يدلّ على سوء الأصل والطبع. الكذب لا يُسامح فيه، بخلافّ الذنوب الأخرى. يُذكر أحاديث نبوية تحثّ على الصدق، وتنكر الكذب، وتُبيّن خطورته. كما يُذكر آيات قرآنية تحرّم قول ما لا يُفعل. يُحذر من الوشاة والنمامين، فهم أشدّ ضرراً، ويُشبه الكذب بالحباري تلقي بسلاحها، وأنه يفسد العلاقات ويدمر الثقة. يُنصح باتباع الشريعة الإسلامية وترك كل ما قد يُؤدي للنميمة. يُذكر قصائد شعرية تُحذر من الكذب والوشاة وتُبين آثارها السلبية. يُؤكد الكاتب أن الكذب هو سبب هلاك الضعفاء وسقوط من لا عقل له، وأن الناقل المرضيّ في دينه يهدف للتشتيت بين المحبين. وأن من خاف الوقوع في النميمة فعليه أن يتّبع دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.