ثم ظهرت الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام، لقد كان لكل وزير ولكل أمير في الكيانات السياسية المتنافسة مجلس يجمع فيه الشعراء والعلماء يتخذ منهم وسيلة دعاية وتفاخر ووسيلة صلة بينه وبين الحكام والمجتمع، إلى أن انتهى به الأمر إلى السجن. أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي، ولد المتنبي في الكوفة ونشأ فيها وإليها نُسِب. المتنبي وسيف الدولة الحمداني ظل باحثًا عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في أنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ، غير أن المتنبي حافظ على عادته في إفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحه،