ولم تخلد الأعمال الأدبية وتتسم بالعظمة والديمومة إلا لأنها خدمت الحياة، إنما تتبلوران بتأثير المجتمع والمحيط والتربية والأديب يؤثر في مجتمعه، وهو كسائر الفنون - ظاهرة اجتماعية، إذ لابد للحضارة من تكامل بين الحاجات المادية والروحية والأدب وجه من وجوه هذه الحاجات الروحية، ه - وإذا كان الأديب - كما رأينا عند كلامنا على المنهج التاريخي نتاج العوامل الثلاثة التي تحدث عنها تين، فإن الماركسية التي هي من أشهر متبني هذا المنهج النقدي قد قدمت على أيدي ماركس وأنجلز - عاملاً اجتماعياً آخر من العوامل المؤثرة في تشكيل الأدب، ومن المسلمات به عند الماركسيين أن الأساس الاقتصادي للمجتمع هو الذي يحدد طبيعة الإيديولوجيا والمؤسسات والممارسات كالأدب، بحيث إن النصوص الأدبية ترى بوصفها محددة سبباً بفعل الأساس الاقتصادي. ٦- وإذا كان الأدب يعكس المجتمع فإن ذلك لا يعني أنه ينقله حرفياً، بل ينقله من خلال فهم الأدب له أو موقفه منه. وهو يحاول أن يبرهن على أن أعظم الآثار الأدبية لا تعيد فحسب إنتاج الإيديولوجيات السائدة في عصرها ، أي إن الأديب - وهو يعكس الوضع الاجتماعي القائم - يقدم لنا موقفه الفكري والفلسفي من هذا الوضع، وهذا قد يكون على خلاف ما نادت به الواقعية الأوربية الانتقادية التي دعت إلى تصوير الواقع - الذي كانت تراه مليئاً بالشر والفساد - كما هو، حتى ذهب إلى أن قيمة الأدب الجمالية تنبع من قدرته على التعبير عن الجمهور. كما ذهب أيضاً إلى بيان تأثير الجماعة في القيم الجمالية للأدب.