وحذر “غوش” من مخاطر تكرار الثورة الجزائرية أخطاء الربيع العربي، ويطالب المحتجون الآن بتحول جذري وكامل لنظام الحكم. ويقول الكاتب إن المحللين تجنبوا في الأسابيع الأولى على الإنتفاضة الجزائرية مقارنتها باحتجاجات الربيع العربي عام 2011، وتابع:”ففي الوقت الذي صرخ فيه المحتجون أثناء الربيع العربي ” الشعب يريد إسقاط النظام” كان الجزائريون أكثر تركيزا “لا للعهدة الخامسة لك، وبدا الإحتجاج ضد الرئيس البالغ من العمر 82 عاما وعانى من جلطة دماغية عام 2013 وليس ضد الحكومة نفسها. وربما أرضى الرئيس الشعب بالمساعدات والمعونات التي منعت تكرار انتفاضات الربيع العربي عام 2011، ويعلق بوبي غوش: “لو بدت مثل الربيع العربي، وحملت رائحة الربيع العربي فهي تعاني أيضا من القصور القاتل للربيع العربي: غياب القيادة”، فالمتظاهرون الشباب هم حركة بدون قيادة رسمية ولا ممثلين معترف بهم، ولا أحد هناك لحمل مطالبهم إلى النظام والتفاوض على عملية انتقال للنظام الديمقراطي وإدارة توقعات الجماهير من التغير المطلوب. ومن الصعب في الوقت الحالي تخيل دخول الجزائر في دوامة عنف على طريقة ما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن أو كما حدث في الحرب الأهلية الطويلة نهاية القرن الماضي. أما المسار الثاني فهو اختطاف الثورة من جماعات تملك ما لا يملكه المحتجون، حيث استثمرت الأحزاب الإسلامية الفضاء السياسي الذي فتح بعد الربيع العربي لتخيب آمال المحتجين، ففي مصر دخل الكثير من دعاة الديمقراطية في حلف مع الجيش وثورته المضادة عام 2013، ويتساءل الكاتب إن كان المحتجون في الجزائر مهتمون في الوقت الحالي بتنظيم أكبر التظاهرات التي استمرت بسبب تمسك بوتفليقة في السلطة، فيما يرى متظاهرون أخرون أن بوتفليقة مجرد وجه للسلطة الحاكمة وهي الزمرة التي تضم الجيش ورجال الأعمال ومسؤولي جبهة التحرير الوطني.