تعود نشأة المدرسة الكلاسيكيّة إلى أواخر القرن الثامن عشر للميلاد، ويعتبر المُفكّر والفيلسوف وعالم الاقتصاد آدم سميث هو أول من وضع قواعد هذه المدرسة، ومن ثمّ شهدت الكلاسيكيّة تطوّراً مع دراسات المُفكِّرَيْن جون ميل، ممّا ساهم في بناء النظريّات الخاصّة في المدرسة الكلاسيكيّة، والتي أثّرت على الفكر الاقتصادي السّائد في بريطانيا. ٣] أشار المُفكر آدم سميث لأفكار المدرسة الكلاسيكيّة في كتابه بعنوان (ثروة الأمم) الذي صدر في عام 1776م، ولكن لم ينجح في تطبيق أفكاره الاقتصاديّة الكلاسيكيّة؛ بسبب عدم قبول قطاع الاقتصاد والسّياسة العامّة السّائدة في المُجتمع الإنجليزيّ لمثل هذه الأفكار، وحاول سميث أن يُقنِع الحكومة البريطانيّة بأفكاره، وأنّ تطبيقها يُساهم في تعزيز النموّ الاقتصاديّ عن طريق الاعتماد على التّجارة الحُرّة التي ترتبط بتطبيق الاقتصاد الحُرّ، والذي يُساعد بدوره على زيادة الإنتاج وتحقيق أرباح أكثر. ٣] في عام 1817م سعى المُفكّر ريكاردو إلى تطبيق أفكار المدرسة الكلاسيكيّة بالاعتماد على النظريّات الخاصة بآدم سميث، وقد حرص ريكاردو على تطوير العديد من النظريّات الكلاسيكيّة، خصوصاً تلك التي تجمع بين زيادة العمل والمُنافسة؛ إذ أشار إلى أنّ السّلع التي يتمّ إنتاجها في ظروف ذات طبيعة تنافسيّة تكون مُتناسبةً مع التّكاليف المُخصّصة للعمل أثناء الإنتاج، كما أنّ السّعر يعتمد عموماً على حجم العرض والطّلب في السّوق، ومع مرور الوقت أصبحت هذه الأفكار تُشكّل القاعدة المركزيّة للكلاسيكيّة. ٣] شهد القرن التّاسع عشر الميلاديّ التّطبيق الفعليّ لأفكار المدرسة الكلاسيكيّة؛ وتحديداً على قطاع التّجارة الدوليّة، فأصبح من الواضح أنّ أفكار سميث وريكاردو ساهمت في تطوير القطاعات الاقتصاديّة الدوليّة، وخصوصاً تلك التي تعتمد على تحقيق الاكتفاء الذاتيّ عن طريق الاقتصاد الذي يرتبط بدور قطاع الإنتاج، في تعزيز نموّ الصّادرات التجاريّة بين الدّول،