إن القيم تحفظ للمجتمع هويته وتميزه عن غيره ، بمعنى أنها تشكل محورا رئيسا من ثقافة المجتمع، ونظرا لتغلغل القيم في جوانب الحياة كافة فإن هوية المجتمع تتشكل وفقا للمنظومة القيمية السائدة في تفاعلات أفراده الاجتماعية، يهتم التعليم العالي بتأهيل الأفراد للمشاركة الاجتماعية وهو عملية تكوين أفراد يجمعون بين العلم والخلق و الثقافة ومنه إن التربية الأخلاقية و الثقافية لها أهمية لكل إنسان كبير كان أم صغير2 وتشهد الحقيقة التاريخية أن قوة المجتمعات وضعفها لا يتحدد بالمعايير المادية وحدها، فهي الأسس والموجهات السلوكية التي يبنى عليها تقدم المجتمعات ورقيها ، والواقع أن أهمية دراسة القيم لا تقف داخل نطاق الفكر الفلسفي وحده بل تتعداه فالقيم من المفاهيم الجوهرية في جميع ميادين الحياة الاقتصادية والسياسية والاجـتماعية وهي تمس العلاقات الإنسانية بكافة صورها، فهي تتغلغل في الأفراد في شكل اتجاهات ودوافع وقطاعات، وتظهر في السلوك الظاهري الشعوري واللاشعوري وفي المواقف التي تتطلب ارتباط هؤلاء الأفراد تعبر القيم عن نفسها في قوانين وبرامج التنظيم الاجتماعي والنظم الاجتماعية، هو من المفهومات التي تستخدم للمقارنة بين النظم الاقتصادية والسياسية والعلاقات الإنسانية في المجتمعات البشرية ، ولا يقتصر حديث القيم على المشكلات العامة ذات الطابع القومي أو الدولي فحسب ، والقيم في هذا المجال من الوسائل الهامة في التمييز بين أنماط حياة الأفراد والجماعات3.