كان العالم على موعد مع سقوط غرناطة وحاكمها أبو عبد اللّه الصغير، آخر ملوك الأندلس المسلمين، تندرج أحداث ويمكن القول إن تاريخ وأكثر تعقيدًا من تفسيرات الخطاب الوعظي التاريخي السطحية التي تعزو كل هزيمة إلى الفساد الأخلاقي والانصراف للبذخ والترف واللهو والموسيقى. إن إطلالة عميقة على وإنما وجدت أيضًا في زمن العزة والقوة والتقدم والمجد. آخر ملوك الأندلس أبو عبد اللّٰه الصغير كان قدر آخر ملوك الأندلس «أبي عبد اللّٰه محمد الثاني عشر» أن يكون المفاوض على نهاية الحكم الإسلامي بشبه الجزيرة الأيبيرية، أمام هيبة عسكرية متصاعدة لملوك مسيحيين أدركوا جيدًا أن سقوط غرناطة سيشكل النواة التي سيطوف حولها العالم السياسي الغرب. لقّب بالغالب بالله، وآخر ملوك بني نصر أو بني الأحمر. حكم مملكة غرناطة في الأندلس فترتين بين عامي (1483 -1482م) وعامي (1492 - 1486م). سماه الإسبان «el chico» أي الصغير، و«Boabdil» أبو عبديل؛ دامت «حرب سقوط غرناطة» 10 سنوات بين عامي 1482 و1492، شهدت استعمالا المؤرخ «ويستون كوك. جى آر»: واصفًا المعركة: «إن قوة النار الناتجة عن البارود وعمليات الحصار التي استخدمت فيها المدفعية هي التي أدت إلى الانتصار في حرب غرناطة، أما العوامل الأخرى في النصر الإسباني فقد كانت عوامل ثانوية». مقالات ذات صلة حاصر الملكان المسيحيان، فأتلفا الحقول المجاورة، سادت حالة من الفوضى بين مسؤولي غرناطة، إلى أن انتهى الحكم الإسلامي لغرناطة بتسليم الأمير «أبو عبد اللّٰه الصغير» إمارةً غرناطة ومدينتها وقصر الحمراء، وما زال الإسبان يحتفلون كل عام بهذا التاريخ أمام تنديد جمعيات حقوقية بإقليم أندلوسيا التي تعتبر الاحتفال تهميشًا لمرحلة تاريخية مهمة وترسيخًا لنظرة عدائية ضد عنصر ثقافي ليس سوى أحد مكونات الهوية الأندلسية المعاصرة. لكن، هل كان أبو عبد اللّٰه الصغير حامي غرناطة الذي عرف كيف يسلم مملكته والحمراء بسلمية متناهية بتجنب راك أخير ليس له أي معنى ه أدرك الرجل أنه إنما يمثل نهاي حلقة كتبت بقلم المنتصر قليلة هي المعطيات التي وصلتنا بقلم عربي عن نهاية أبي عبد اللّٰه وعن سقوط غرناطة بشكل عام، هذا بالإضافة إلى جهل الكثير من كتاب تلك الفترة أصلًا بلغة العربي المهزوم وثقافتها، سواء على المستوى الاقتصادي، أم السياسي، أم العلمي وغيره. من هنا يمكن فهم كيف أن أحداثًا صادمة مثل: فقدان مملكة الأندلس التي ازدهرت لقرون، من أبرز المؤرخين الذين تناولوا سقوط غرناطة الإمام الفقيه، الأصولي، ويعد أحد أقدم الكتب الأندلسية ظهورًا للنور، وأحوال المسلمين في عصر الجلاء عنها. قيد في كتابه هذا الكثير من مشاهداته، التي لم ترد في نفح الطيب، وإنما بادت أصولها، أو هي لا تزال سرًا مطويًا في خزائن الكتب. هناك عدة روايات مسيحية قديمة «قشتالية، إيطالية. تؤكد بعض الروايات -التي تعد على الأرجح غير صحيحة- أن أبا عبد اللّٰه لقي الملكين الكاثوليكيين عند نهر شنيل، حيث نزل من فرسه وانحنى لتقبيل يد فرديناند، ثم سلمه مفاتيح المدينة. كذّب بعض المؤرخين هذه الرواية وروايات أخرى مشابهة، يشرح فيها أن تسليم غرناطة تم الليلة التي سبقت التاريخ الرسمي، بشكل مُغلق غير مُعلن، أما الروايات الأخرى فربما لا تكون -على الأرجح- سوى حلقات تاريخية زائفة كَتِبَت بقلم المنتصر. إذ إن المنطق يخبرنا أنه من المستبعد أن يكون أبا عبد اللّٰه ضعيفًا وهشًّا بهذا الشكل. فلو كان كذلك لما استمرت الحرب 10 سنوات كاملة حكم فيها مملكة غرناطة في الأندلس فترتين بين عامي (1483 -1482م) و(1492 -1486م). من بين الكُتَّاب المسلمين من يرى أن استسلام أبي عبد اللّٰه لم يكن حتميًا، فكيف يخون من حارب لسنوات طويلة وإن أدرك أن التفوق القتالي مسيحي وليس إسلاميًا بالمرة؟ كيف يخون من حارب وحيدًا في غياب كل مدد خارجي؟ هل يمكن اعتبار التسليم خيانة حتمًا وقد تعرض رعاياه للجوع في حصار دام ثمانية أشهر؟ تقيد الملكان بإنشاء مجلس إسلامي للمدينة مكون من 21 عضوًا محليًّا، ومترجم وعدد من «الأمناء» الذين يمثلون مختلف المهن المتداولة بالمملكة. بالرغم من كل هذه البنود، لم يكن المستقبل واضحًا. لا اطمئنان ولا راحة في الوضع الجديد. سهلت قشتالة خروجهم. فقد كانت هجرة الأقلية المُسيرة أمرًا مستحبًا بالنسبة للمنتصرين، ولكن سرعان ما اخترقت: إذ تلاشت روح التسامح والتساهل فتدهور حال المسلمين. تراجعت ساكنة غرناطة تراجعًا واضحًا بسبب الحرب والهجرة، وبدأت عمليات التنصير الإجباري باتباع طرق قاسية، حقيقة أم أسطورة؟ يطلق اسم «زفرة المورو» على منطقة بنواحي غرناطة، بكى، فوبخته والدته قائلة: «ابك مثل النساء ملكًا لم تحافظ عليه مثل الرجال». تعكس عبارة «زفرة المورو» حكاية مؤثرة خلدت لقرون في إنتاجات أدبية؛ لوحات، ومؤلفات تاريخية وإنتاجات درامية مثل سلسلة وقد بنيت أحداث جزئها الثاني على فترة «استرداد» غرناطة، ويقول المخرج بهذا الخصوص: يمكننا لمس التاريخ، للدراما التاريخية جمهور خاص يتابعها للتحليل والمقارنة. بينما تقتصر الكتابات التاريخية على فئة معينة، تتسع دائرة المتابعين في الدراما التاريخية لتشمل كل فئات المجتمع. لكن ما أصل حكاية «زفرة المورو» التي لم تهمل السلسة تجسيدها؟ كيف انتقلت عبر الأزمنة؟ هل هي حقيقة تاريخية أم أنها ليست سوى أسطورة سياسية مبتكرة؟ مع سقوط غرناطة سنة 1492م، وفي الطريق، لم تحافظ عليه مثل الرجال». لا أصل للحكاية في المصادر التاريخية العربية، لا وجود للقصة إلا في المصادر القشتالية. كما تختلف هذه الأخيرة فيما بينها عند سرد التفاصيل، حتى إن هناك رواية تؤكد أن مقولة «ابك مثل النساء ملكًا مضاعًا، لم تحافظ عليه مثل الرجال» لم تصدر عن الحرة لابنها أبي عبد اللّٰه في طريق الرحيل بل بقصبة الحمراء. ومن المؤرخين من يطعن في صحة الرواية من الأساس مثل الكاتب الغرناطي «ليوناردو El ultimo suspiro del Rey بيينا» مؤلف كتاب «الزفرة الأخيرة للملك أبو عبديل بل مجرد قصة من ك ) لم يرغب أبو عبد اللّٰه يومًا بالذهاب إلى شمال إفريقيا خاصة أن الأحوال السياسية لم تكن مستقرة بفاس. أصر الملكان الكاثوليكيان عن طريق «إيرناندو دي ثافرا» على رفض مقاومته للرحيل وخوفه من ترك أرضه وأرض أجداده إلى الأبد. في محاولة أخيرة للتفاوض على بقائه بالبشرات، إلى برشلونة لمقابلة فرديناند وإيزابيل. وبالتالي دعم ما جاء في الرواية التاريخية عن مكان الدفن أو نفيه. يفتقر قبره اليوم لكل عناصر احترام الميت بشكل عام.