إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، كل ذلك جعل الإنسان يتميز عن سائر المخلوقات بعدة صفات منها ، فطرة الإنسان على دين التوحيد ، وحرية الاختيار بين طريق الخير وبين طريق الشر، أصبحت مستودعاً تصب فيه الشهوات الفردية وانعكاساتها التأويلية والسلوكية ، كانت سبباً في إثارة الزوابع الفكرية وانتشار الخلل في الأنماط السلوكية داخل المجتمع الواحد . كل ذلك جعل علم أصول التربية ينمو ويزدهر ويعمل على إمداد المجتمع بالكفاءات المؤهلة علميا ومهنيا وخبراء متخصصين وشخصيات قيادية تربوية تسهم في رقي المجتمع وسد احتياجاته البشرية التنموية في القطاعات العامة والخاصة وفق معايير الجودة والاعتماد ، وعمل أيضاً علم أصول التربية على إعداد المعلم الفاعل الواعي القادر على قيادة وتطوير مجتمعه في ضوء الاتجاهات والنماذج التربوية الجيدة ، من خلال تقديم تحليلاً متكاملاً للنظريات التربوية وتطبيقاتها في العملية التعليمية . بالإضافة إلى غرس قيم الولاء والانتماء ومفاهيم المواطنة وقيم التسامح وتقبل الآخر والمشاركة المجتمعية ، وما يموج به العصر من تغيرات وتحديات . ولقد جاء هذا الكتاب بفصوله الثمانية ليبين للقارئ العزيز كيف تكون التربية وأصولها الأساسية التي تنبثق من المبادئ الفكرية التي تميز مجتمعاً عن آخر في وقت تعيش فيه أغلب المجتمعات الإسلامية بلا هوية سواء على المستوى الأيديولوجي أو المستوى التربوي . وظائفها وتصنيفها ) . أما الفصل الرابع من فصول الكتاب ، وعناصرها ) . واهتم الفصل السادس بالمربين العرب واثرهم في تقدم الفكر التربوي . بينما دار الفصل السابع حول الوعي التربوي لدى المعلم ، أما الفصل الثامن والأخير من فصول الكتاب فقد ناقش موضوع التعليم في دولة الكويت التحديات التي تواجه المجتمع الكويتي ، وأنواع التعليم ومؤسسات إعداد المعلم بدولة الكويت ولقد ختمنا هذا الكتاب بمجموعة من المصادر والمراجع ذات الصلة بموضوع الكتاب ، بل الكمال الله سبحانه وتعالى ، لأن كتابنا هذا ما هو إلا جهد وعمل من أعمال البشر القابلة للصواب والخطأ ، وهذا من أعظم العبر ، كل ذلك يجعلنا نفتح قلوبنا وعقولنا لكل الآراء الهادفة والنقد البناء والذي بلا شك سوف يزيد كتابنا في طباعاته القادمة بإذن الله تعالى دقة ورصانة ، سائلاً المولى عز وجل أن يجعل هذا العمل خير عون لكل من أراد ،