ولد علي بن أبي طالب في مكة، وربما في الكعبة، لأمه فاطمة بنت أسد. أسلم مبكرًا، وكان من أوائل المسلمين ومن أوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة بعد الرسول بثلاثة أيام، وآخاه النبي بنفسه. تزوج ابنته فاطمة في السنة الثانية للهجرة، وشارك في جميع غزوات الرسول إلا تبوك حيث خلفه النبيّ في المدينة. اشتهر بشدّته وبراعته العسكرية، وكان مؤثرًا في انتصارات المسلمين، لاسيما في غزوة الخندق وخيبر. كان موضع ثقة الرسول، وعمل كاتبًا للوحي وسفيرًا ووزيرًا له. تُعتبر مكانة علي وعلاقته بالصحابة محل خلاف تاريخي وعقائدي بين السنة والشيعة. يرى الشيعة أنّ الله اختاره وصيًا وإمامًا وخليفةً، وأنّ النبي أعلن ذلك في خطبة الغدير، معتبريين خلافة أبي بكر مخالفةً لتعاليم النبي، وأنّ علاقة بعض الصحابة به كانت متوترة. بينما ينفي السنة ذلك، ويرون أنّ علاقته بالصحابة كانت جيدة. ويُعدّ هذا الاختلاف السبب الرئيسي للنزاع بين الطائفتين. بويع علي بالخلافة سنة 35هـ وحكم خمس سنوات وثلاثة أشهر شهدت عدم استقرار سياسي، لكن تقدمًا حضاريًا في الكوفة. شهدت خلافته معارك عديدة نتيجة الفتن التي امتدت من فتنة مقتل عثمان، مما أدى لانقسام المسلمين لشيعة علي وشيعة عثمان (بقيادة معاوية)، ووقعت معركة صفين ومعركة الجمل (مع عائشة، طلحة، والزبير)، بالإضافة لمعركة النهروان ضد الخوارج. استشهد علي على يد عبد الرحمن بن ملجم سنة 40هـ. اشتهر علي بالفصاحة والحكمة، وله العديد من الأشعار والأقوال المأثورة. يُعتبر رمزًا للشجاعة والقوة والعدل والزهد. ويُعدّ من أكبر علماء عصره علمًا وفقهًا، حسب اعتقاد الشيعة وبعض السنة وبعض الفرق الصوفية.