Retour الإجتماعيات: الثانية باك آدابدروس الجغرافيا: الدورة الأولىتفاوت النمو بين الشمال والجنوب: المجال المتوسطي نموذجا تمهيد إشكالي يضم المجال المتوسطي كل مناطق البحر الأبيض المتوسط، لذلك تسعى دول الحوض إلى تكثيف التعاون فيما بينها بهدف تضييق الهوة بين الشمال الغني والجنوب الفقير. فماذا عن الامتداد الجغرافي للمجال المتوسطي وأهم خصائصه الجغرافية طبيعيا وبشريا؟ وما هي مظاهر التفاوت في مستوى التنمية بين ضفتي المجال المتوسطي؟ وما هي مجالات وحصيلة ومعيقات التعاون الأورومتوسطي؟ توطين المجال المتوسطي ووصف بعض خصائصه العامة توطين المجال المتوسطي وبعض خصائص موقعه الجغرافي وحسب الإحداثيات الجغرافية فالمجال المتوسطي يقع بين خطي عرض °21 و °48 شمالا، وخطي طول °17 غربا و°40 شرقا، وممر قناة السويس، وصف بعض المميزات العامة للمجال المتوسطي طبيعيا وبشريا الخصائص الطبيعية يتميز المجال المتوسطي بخصائص طبيعية متباينة، يمكن رصدها من خلال: التضاريس: يتميز المجال المتوسطي بغلبة الكتل الجبلية التي تمتد على مساحات شاسعة، من بينها سلسلة جبال الألب بالقسم الشمالي، وتمتد السهول فقط على المناطق الساحلية، إضافة إلى الامتداد الشاسع للصحاري في القسم الجنوبي للمتوسط. حيث يسود المناخ المحيطي والمناخ المتوسطي المتميز بأهمية تساقطاته وانتظامها بالقسم الشمالي، بينما يسود المناخ الصحراوي والمناخ المتوسطي المتميز بجفافه وعدم انتظام تساقطاته القسم الجنوبي. عدد السكان: تتوفر دول الجنوب المتوسطي على طاقة بشرية هائلة تبلغ 249، 6 مليون نسمة، 1 مليون نسمة في الشمال. 4، والفئة النشيطة %61، 5، في مقابل بنية عمرية شائخة في دول الشمال، إذ تشكل فئة الشيوخ نسبة %15، 3. بينما يبلغ 71 سنة في دول الجنوب. التوزيع الجغرافي: تتراوح الكثافة السكانية ما بين أقل من 10 نسمة في الكيلومتر مربع، وأزيد من 100 في الكيلومتر مربع، مما ساهم في بروز تجمعات حضرية كبرى تجاوز عدد سكانها 5 ملايين نسمة لاسيما في الجزء الشمالي، وصف بعض مظاهر عدم التكافؤ في الميدان الاقتصادي بالمجال المتوسطي وتفسيره ويتضح ذلك من خلال: وضعية الفلاحة بالمجال المتوسطي دول الشمال والاستفادة من مكننة العمليات الفلاحية، ووجود أراضي صالحة، ومناخ معتدل). فلاحة تقليدية تعاني من مشكل الضغط الديموغرافي على الأراضي الفلاحية، إلى جانب الاستغلال المفرط للأراضي الفلاحية، بالإضافة إلى المشاكل السياسية المرتبطة بتهيئة واستغلال الموارد ذات الطابع الدولي. وضعية الصناعة بالمجال المتوسطي دول الشمال وتستفيد الصناعة بهذا القسم من مؤهلات خبرة اليد العاملة، إنتاج صناعي ضعيف مما يحتم على هذه الدول الارتباط بالأسواق الخارجية، والصناعة الغذائية. ، والصناعات الأساسية (الصناعات الكيماوية، والبيتروكيماوية. ، كما تنتشر بهذا القسم عدة طرق بحرية كبرى لنقل البترول نحو بلدان الشمال، وضعية التجارة بالمجال المتوسطي فاغلب التعاملات التجارية للجنوب تتم مع الشمال لأسباب عديدة، منها عوامل تاريخية (التبعية الاستعمارية)، وأمن المياه المتوسطية (غياب القرصنة البحرية)، واتفاقيات التبادل الحر والشراكة الاقتصادية بين شمال وجنوب المتوسط، وقرب المسافات، والعلاقات السياسية المتميزة في الغالب بين دول المتوسط، لكن يلاحظ عدم التوازن في التعاملات التجارية بين الضفتين، ففي الوقت الذي تصدر فيه دول الجنوب المواد الخام والمنتوجات الفلاحية الضعيفة القيمة، تقوم دول الشمال بتصدير المنتوجات المصنعة والعالية التكنولوجيا نحو الجنوب، مما يساهم في تفقير الميزان التجاري لدول الجنوب (أغلب دول الجنوب تسجل عجزا)، مع عدم تكافؤ الميزان التجاري بين طرفي المجال المتوسطي، السواحل المتوسطية التي تتميز بكثرة الشواطئ الرملية وطول الفترة المشمسة. المناظر الطبيعية المتنوعة، والتراث الحضاري العريق، والبنية التحتية الضخمة (فنادق، . ورغم ذلك فهناك تفاوت في كبير قطاع السياحة ما بين المجالين الشمالي والجنوبي، ويتجلى هذا التفاوت في: ارتفاع عدد السياح الوافدين على القسم الشمالي مقارنة مع القسم الجنوبي، بحيث يصل عدد السياح الوافدين على اسبانيا لوحدها إلى 40 مليون سائح، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد السياح بتونس 2 مليون سائح. وجود أهم المحطات والسواحل السياحية بالقسم الشمالي، بعض مظاهر عدم تكافؤ الدخل بالمجال المتوسطي وبعض انعكاساته تفاوت في قيمة الناتج الداخلي الخام بين بلدان الشمال والجنوب المتوسطيين، ويتضح ذلك من خلال المؤشرات الآتية: احتلال فرنسا واسبانيا صدارة بلدان الشمال المتوسطي بما قيمته 1392 مليار دولار سنة 2005م. تصدر تركيا قائمة بلدان الجنوب المتوسطي بما مجموعه 185 مليار دولار سنة 2005م. مما ينعكس على قيمة الدخل الفردي إذ يتراوح في بلدان الشمال ما بين 30 ألف دولار و5 آلاف دولار، وتصدر فرنسا لها، وما بين 8 آلاف دولار و3 آلاف دولار في بلدان الجنوب، وتصدر تونس لها، ويرجع التفاوت الملحوظ إلى عدة عوامل من أبرزها: حجم الاستثمارات الداخلية والخارجية التي يقوم بها كل طرف من أطراف المجال المتوسطي لتحسين الناتج الداخلي الخام. مكونات الصادرات الأساسية لكل من دول الشمال ودول الجنوب المتوسطي. يتضح من خلال المؤشرات الاجتماعية مدى التباين الحاصل ما بين طرفي المجال المتوسطي، بحيث تتفوق بلدان الشمال على بلدان الجنوب في جميع مؤشرات التنمية البشرية: 8 فأكثر. الجنوب المتوسطي: تتميز بوضعية اجتماعية مزرية تتضح من خلال مؤشرات التنمية البشرية، ونسبة الأمية لا تزال مرتفعة %20، ونسبة التأطير الطبي لا تتجاوز في أغلب البلدان 120 طبيب لكل مئة ألف نسمة، 7. وحصيلته وتحدياته وآفاقه المستقبلية بقصد بالتعاون الأورومتوسطي سياسة التعاون المشترك ين الاتحاد الأوربي والبلدان المتوسطية، فالتعاون بينهما انطلق منذ ستينيات القرن الماضي وعرف تطورا كبيرا خلال السبعينيات بانطلاق السياسة المتوسطية الشاملة، وقد شكل مؤتمر وزراء الخارجية للبلدان الأورمتوسطية المنعقد ببرشلونة يومي 27 و28 نونبر سنة 1995م خطوة هامة نحو شراكة أورومتوسطية حقيقية، حيث حددت في هذا المؤتمر مجالات التعاون الأورومتوسطي: والعمل على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ومحاربة مشاكل الهجرة السرية وتهريب المخدرات، المجال الاقتصادي والمالي: ويضم إنشاء منطقة للتبادل الحر عبر إلغاء الرسوم الجمركية، إضافة إلى منح قروض واستثمارات بواسطة البنك الأوربي للاستثمار. وتنمية الموارد البشرية بها، حصيلة التعاون الأورومتوسطي انطلاق المشاريع التنموية الممولة من طرف برنامج "ميدا 1" و"ميدا 2" والتي حققت تطورا واضحا. تعدد مصادر الاستثمارات الأجنبية المنجزة في بلدان الجنوب المتوسطي (الخليج العربي %39، هزالة المبادلات التجارية البيجهوية في البلدان الأورومتوسطية، حيث لا تمثل سوى نسبة %15 من مجموع مبادلاتها الخارجية، إضافة إلى الصراعات والأزمات السياسية بالمنطقة، والآثار السلبية لقضية الإرهاب على العلاقات بين أوربا والدول العربية الإسلامية، والخلاف حول تخفيض الرسوم الجمركية لإنشاء منطقة للتبادل الحر في أفق 2010م. أما عن الأفاق المستقبلية فتتلخص في انقسام المتتبعين إلى: ضعف نسبة التجارة . ، وحرص الأوربيين على مصالحهم أكثر من اهتمامهم بتنمية الجنوب،