من الوجهة السياسية، فالأكثرية الساحقة من سكان الريف خاضعين للعبودية والرق. بالإضافة إلى أن كل ولاية محاطة بحواجز جمركية عالية أعاقت مرور التجارة منها واليها والولايات تختلف اختلافا عظيمًا فيما بينها في قوانينها وضرائبها وأنظمتها الخاصة بالتجارة والصناعة، والزراعة في انحطاط كبير غير أن العوامل التي حملت ألمانيا على الخضوع لحالتها السيئة وأخرت حدوث الثورة هو الفقر والاستبداد خاصة أن ملك بروسيا «فريدريك غلوم الرابع المتحكم في الولايات الألمانية، كان يذيق الألمان حياة الذل والهوان . وفي عهد نابليون تمكن من إحراز الانتصارات على الملك البروسي، ودخل برلين وتمكن أيضًا من الاستيلاء على جميع المعامل في بروسيا، وجند مئات الآلاف من الألمان في جيشه لحرب روسيا. وكان من حسن التوفيق أن وجدت بروسيا في وقت محنتها بعض الزعماء الذين استطاعوا إقالة عثراتها وإرشادها إلى طريق الخلاص نذكر منهم: وعندما أصبح وزيرًا للتجارة نجح في إلغاء الجمارك الداخلية في بروسيا، ولم تعمر فترة وزارته طويلاً إلا أن الإصلاحات العديدة التي أدخلها في عام واحد أثارت مخاوف نابليون، ولذلك أجبر ملك بروسيا على إقالته من منصبه. واصدر قانونا يقضي بامتلاك المزارعين للأراضي التي في حوزتهم شريطة أن يحتفظ الأشراف بتلك الأرضي في مقابل نزولهم عن حقوقهم الأقطاعية. لذا عرف بسمارك بلقب «المستشار الحديدي». في فترة حكمه كرئيسًا لوزراء بروسيا شن ثلاثة حروب قصيرة وحاسمة لصالح بروسيا ضد كل من الدنمارك والنمسا وفرنسا. وبعدها قام بسمارك بإلغاء «الاتحاد الألماني الشمالي وأسس « الرابخ الألماني وأصبح هو مستشارًا لها.