المقدمة: يعتبر التلوث البيئي من أهم المشكلات التي تواجه الإنسان في الآونة الأخيرة فهي تحتل قمة هرم مشكلات العالم بأسره المتقدم منه والمتخلف على حد سواء وذلك راجع إلى التقدم الصناعي والتكنولوجي الذي تشهده المجتمعات المعاصرة مما يستدعي في الوقت الحالي إلى حماية الأشخاص وأموالهم والذي يستوجب ذلك تبني قواعد خاصة للمسؤولية المدنية الناشئة عن الأضرار البيئية وتعويض الكامل للمضرورين من هذه الأضرار ولهذا نطرح الإشكال التالي : ما هو الأساس القانوني للمسؤولية التقصيرية التي تنجم عن التلوث البيئي ؟ وفيما تتمثل الآثار التي تترتب على هذه المسؤولية ؟ أولا: التعريف بمدلول البيئة و بمدلول التلوث البيئي : تعريف مدلول البيئة : – 1 لغة : إن كلمة البيئة مشتقة من الفعل بوأ والمشتقة من فعل باء ويقال باء يبوء ومباءة سنة 1 - سايح تركية، النظام القانوني للضرر البيئي وآليات تعويضه، 11 - نفس المرجع، مرجع سبق ذكره ، ص 2014 - طارق ابراهيم الدسوقي عطية ، دار الجامعة الجديدة، سنة 8 ج - أنواع التلوث البيئي: 13 تلوث الهوائي يعني اختلاط الهواء بمواد معينة مثل الدخان والذي يؤدي إلى إضرار بصحة النباتات والحيوانات وهناك تلوث المائي هو التغيير في طبيعته وخواصه وفي مصادره الطبيعية المختلفة حيث يصبح غير صالح للكائنات وهناك تلوث التربة هو التدمير الذي يصيب طبقة التربة الرقيقة الصحية 14 الحية التي تعتمد عليها في استمرار بقائها المنتجة والتلوث الصناعي الذي ينتج بفعل نشاط الإنسان أثناء ممارسته لحياته والذي يجد مصدره في أنشطة الإنسان . 15الصناعية والزراعية والتجارية والخدماتية سنة 17، ص 2010 - سحر أمين حسين، موسوعة التلوث البيئي، دار الدجلة، المملكة الأردنية الهاشمية، 13 19 - حسونة عبد الغاني، مرجع سبق ذكره، ص 14 وما بعدها20 - سحر أمين حسين، ص 15 4 ثانيا: المسؤولية المترتبة عن التلوث البيئي : هناك نظريتين تتنازعان حول أساس المسؤولية التقصيرية بصفة عامة وتتمثلان في النظرية الذاتية والنظرية الموضوعية وعليه سوف نبين أساس الذي تقوم علية هذه المسؤولية في مجال التلوث البيئي. إن المسؤولية الذاتية تقيم المسؤولية على أساس الخطأ الواجب الإثبات ، فهناك جانب من الفقه يرى أن أساس المسؤولية المدنية عن الأضرار البيئية هو الخطأ وبالتالي نادى بتطبيق 1383و1382المسؤولية الذاتية أو المسؤولية التقليدية للمسؤولية المدنية، إن موضوعية المسؤولية تعني أنها أساس لا يحتاج إلى البحث فيها وإثبات قيامها ولا ينظر فيها إطلاقا إلى عنصر 20. لكن نعتقد انه يجوز تطبيق المادة الجزائري الخاصة بالمسؤولية في حراسة الأشياء التي تحتاج إلى عناية خاصة على كثير من مصادر الأضرار البيئية والتي تسبب تدهورا أو تلويثا في عناصرها المختلفة فيمكن للمضرورين التمسك بمسؤولية حارس الأشياء من أجل المطالبة باعتبارها مسؤولية شبه موضوعية ، 21بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم 36 ، جامعة قصدي مرباح ، ورقلة ، 16 11317 - حميدة جميلة ، م رجع سبق ذكره ، ص 19 155 - حميدة جميلة ، مرجع سبق ذكره ، ص 16020 - حميدة جميلة ، ص 37 - خروبي محمد ، لكن قد يواجه المضرور صعوبات في مجال الأضرار البيئية فمن بين هذه الصعوبات فيما يتعلق بإثبات هذه الرابطة السببية . لأنه في أغلب الأحيان يكون الضرر البيئي ضررا غير مباشرا الأمر الذي يخلق صعوبة حقيقية لإثبات وجود رابطة " مالم يثبت أن وقوع الضرر كان 138 سببية مباشرة بين النشاط القائم والضرر الحادث وأيضا جاء في نص المادة بسبب أجنبي لا يد له فيه" ومنه يجد المضرور نفسه بلا حماية تشريعية، أفريل 21لكن إذا تعلق الأمر بتعويض الأضرار البيئية يكون الأمر مختلف، فالتعليمة الصادرة من المجلس الأوروبي في حول الأضرار البيئية قد ركزت على أهم نوع من التعويض وهو إعادة الحال على ما كان عليه واستبعاد 2004 فإعادة الحال إلى ما 25 فالتعويض العيني هو وسيلة لإصلاح الضرر 24التعويض المالي متى كان التعويض العيني ممكنا كان عليه أفضل الطرق التعويض عن الضرر البيئي والذي يهدف إلى إصلاح الوسط البيئي المصاب من التلوث فهو كل وسيلة معقولة يكون الغرض منها إعادة تهيئة أو 26وإعادته إلى الحال التي كان عليها قبل حدوث التلوث ، 2007 - إدريس بوكرا ، الحماية القانونية للبيئة من التلوث بالماود الخطرة في التشريع الجزائري ، أطروحة دكت وراه في الحقوق، جامعة الجزائر، ص 24 15، آليات تعويض الأضرار البيئية دراسة في ضوء الأنظمة القانونية والاتفاقيات الدولية ، 25 177 - حسونة عبد الغاني، ص 26 6 أيضا من نفس القانون المتعلقة باستغلال منشأة دون الحصول على ترخيص حيث يجوز للمحكمة 3 فقرة 102في المادة . وبالتالي يعد تعويضا احتياطيا أي لا يتم اللجوء إليه إلا عندما بكون التعويض العيني غير 32ما وراء هذا الإصلاح . 30 - سعيد السيد قنديل، مرجع سبق ذكره ، ص 27 301. مرجع سبق ذكره ، مرجع سبق ذكره ، مرجع سبق ذكره، الخاتمة: إن المسؤولية التقصيرية التي تترتب على التلوث البيئي موضوع جدير بالعناية والاهتمام فمن خلال دراستنا لهذا الموضوع تحدثنا عن النظرية الذاتية والتي تكون صعبة التطبيق فيما يخص التلوث البيئي ويرجع ذلك إلى صعوبة إثبات الخطأ في جانب المسؤول باعتبار الضرر البيئي غير مباشر وغير شخصي مما جعل الكثير من التشريعات ، قائمة المراجع - حسين زيدان زكي زكي ، مصر ، بدون سنة النشر 2014 - طارق ابراهيم الدسوقي عطية ، سنة 2010 - سحر أمين حسين، موسوعة التلوث البيئي، المملكة الأردنية الهاشمية،