في هذا الفصل يتحدث الكاتب عن قصة بطل مُكافح يعمل وبكل جهد للوصول إلى أحلامه وطموحاته، لكنه وبعد وفاته كتب على قبرهِ عبارة (لا تحاول)، ورأى بأنّ نجاحه ليس فوزاً، بل إنّه شخص فاشل وهو يتقبل هذهِ الحقيقة بالرغم من كل شيئ، ويحس بالراحة تجاه نفسه فهو بالنهاية لم يصبح شهيراً عن طريق تحوله لشخص أفضل، وهذا ما عبر عنه الكاتب من خلال كتاب فن اللامبالاة عندما قال (كثيراً ما يأتي النجاح والتطور الذاتي مترافقين معاً، أي أنّ جميع الأحلام التي نحلمها والنصائح التي نتزوّد بها ترتكز دائماً على ما نفتقر إليهِ، مثل أن نتعلّم أفضل الطرق لكسب المال وهذا لقناعتكَ بأنّ راتبك قليل، لأنّك لا ترى نفسك ناجحاً بما فيهِ الكفاية. لهذا فإنّ الكاتب ينصحنا بأن نتوقف عن التفكير السيئ، وأن نتقبل أحساسنا السيئ لكل شيئ، أن نوقف أنفسنا بأن نشعر بهذا السوء. ولكن عندما يكبر ويقرر الخروج من وراء أسوار القصر الذي بناه والدهُ، فيُصبحُ متشرداً ويذوق طعم العذاب، بل بقي مشرداً فقيراً يجوب البلاد. وهذا ما جلعه يصل إلى حكمةٍ معينة وهي: أنّ الحياة نفسها نوع من أنواع المعاناة، ليس معنى هذا أن أنواع المعاناة جميعها متساوية كلها، فنحن مركبون بحيث لا نكون راضيين مهما حققنا، بل هو من يُعلمنا الأشياء التي يجب أن ننتبه إليها عندما نكون صغاراً، وفي النهاية فإنّ السعادة تأتي من حل المشكلات، قصة لشخص نشيط ويُقدر ذاته إلى أبعد الحدود، وأنّه شخص مهم بمنظورهِ وكل الناس بحاجةٍ إليهِ، وفي جعبته قائمة بأسماء الأشخاص الهامين حول العالم قد تعاملوا معه وطلبوا مشورته، ولكنّه في الحقيقة ليس بهذا القدر وأقل من ذلك بكثير، هذا ما يُمكن تسميته بالتقدير العالي للذات، وقد أشارات العديد من الدراسات بأنّ الأشخاص الذين يُقيّمون أنفسهم تقييماً عالياً هم أصحاب أداء أفضل ومشاكل أقل، وبالنسبة لبطل الرواية فإنّ هذا الموضوع سيئ أكثر مما هو جيد، فتقدير الذات ليس كافيّاً فحسب، وهنا يتحدث الكاتب عن قصة الملازم الياباني الذي أخبره الأمبراطور أيّام حرب أمريكا على اليابان أن يُقاتل لآخر نفس ولا يستسلم، وهذا ما جعلهُ لا يُصدق أي أمر له علاقة بانتهاء الحرب، وبأن يخرجوا من الأدغال ليعودوا إلى بلادهم، وبالمقابل فإنّ هذا الشاب يعيش حياة حرة، وهنا يُشير الكاتب إلى حياة الملازم وصديقهِ التي أضاعاها على أشياء لم تكن ذات نفع وضارة للنفس، ليقعا فيما بعد بالندم. ولكن في الوقت الذي اعتبر فيهِ قسم من الشعب الياباني أنّ هذا الملازم هو أيقونة للوفاء، وهنا نستنتج بأنّ ليس المقياس الذي تستخدمهُ لقياس نجاحك أو فشلك هو ما يستخدمهُ الجميع، لهذا عليك ألّا تفكر كثيراً بالآخرين، فمنهم مثلاً من كان يُريد الإنتحار في نهاية المطاف ليتراجع عن هذا ويُصبح أيقونة من أيقونات علم النفس في أمريكا، وكل ذلك لأنّهم قرروا التحكّم بالألم وكل منهم على طريقته. فكل ما فعلوه هؤلاء الرجال هو أنّهم أدركوا أنّ عليهم أن يكونوا مسؤولين عن كل شيئ بحياتهم بغض النظر عن الظروف الخارجيّة، ويجب أن يُحاربوا من أجل تحسين وضعهم لا وضع اللوم على القدر، فالحياة مليئة بالأشياء التي تجعلنا تعساء ولكنّ من يهمهُ الأمر بما يخص سعادتنا فنحن المسؤولين عن ذلك، وبالمقابل ليس كل شيئ من صنع الحياة، سادساً: أنت مخطئ بكل شيئ وأنا أيضاً    إلّا أنّ أفكار كل مرحلة ما تبدلت في المرحلة الأخرى، وهو من الشيء المتوقع الحدوث بكل تأكيد، وما قد يحملهُ المستقبل لنا، كما ضحكنا على أفكار من قبلنا، فالخطأ أعطاهم فرصة للنمو والتطور، سابعاً: الفشل طريق التقدم حجم نجاحك في شيء ما معتمد على عدد مرات فشلك في فعل ذلك الشيء). وإذا كان شخص ما أسوأ منك، هذا ما أوضحهُ الكاتب الذي أعطى مثالاً الطفل الصغير عندما يتعلّم المشي كم سيقع في النهاية. وبالتالي عليك أن تتذكر جيداً وأن تقتنع جيداً، بأنّك لا يُمكن أن تكون ناجحاً في الأشياء التي لا تريد الفشل بها، فعندما تتجنب الفشل فأنت تتجنب النجاح أيضاً، فبكل الأحوال مقياس الفشل يمكنك التحكم به وتحديده، فإذا لم تصادف شيئاً أفضل من شيئ آخر، أو مرغوباً بالنسبة لك أكثر من الآخر، أو رغبتك في تجنب المواجهات، أو رغبتك أن يكون كل شيء منسجماً ومنسقاُ فهو شكل من أشكال الشعور الزائد بالاستحقاق، ولا يشعر بأي سوء ولا يُريد لأحد أن يشعرهُ بسوء، بالتالي يعيشون حياة تسوقها المتعة والاستغراق في الذات، يتجنبون الفشل وأي نوع من أنواع المعاناة. إذا أمضيت القسم الأكبر من حياتي القصيرة تجنباً ما هو مؤلم ومزعج، الموت يخيفنا، ولكن الأمر في النهاية لولا وجود الموت،