عرف هذا الفنّ وخَلَقَه ؟ وأ لیست الأمُّ منذ أن أحسّت حنان الأمومة ورأت الطِّفلَ في حِضِنها وأُعجِبَت بجماله وتأثرت بحرکاته فأثنت علیه وعدَّدَت محاسنَه ورقّصته بأُغنیتها، عَرَفَت هذا الفَنّ وأنشأته ؟ فالفَنّ من حیثُ الاتّصال بالعاطفة قدیمٌ وعریقٌ لکن التُّراث العربي لم یحفظ لنا منه في ثوبیه الأصلیین شیئا کما حفظ لنا سائرالفنون، ولَعَلّنا لانبعد من الحقیقة إذا ادّعینا أنّ للمدح صورةً أُخری قدیمةً امتزجت بفنّ آخر وهوالغزل، أ لیس الغزل في الأکثر هوالثَّناء علی الحبیب وبیان الأحزان والأشواق ؟ فاحتجبت المَدح تحت عنوان الغزل وقلّ الالتفات إلیه من حیث أنّه مدح، وبلُغة أَخری یُعَدّ المدحُ من الفخر فماکان «عمروبن کلثوم» في معلّقته إلّا مُفاخراً بقومه مادحاً لهم وکذلک «الحارث بن حلزة» في دفاعه عن بني بکر . لعلّ خیر َمثالٍ لذلک مدحُ «إمرئ القیس» بني تمیم لمّا أجاروه،