تعتمد دراسة السمات في علم النفس على فكرة أن الشخصية تتكون من أبعاد واسعة وعالمية، والتي يتنوع ويختلف الأفراد بناءا عليها، وقد حدد نموذج مقبول من الوسط العلمي خمس سمات رئيسية تحدد سلوكيات وعواطف الأفراد وقد تبين صدق هذا النموذج من خلال أبحاث ودراسات عديدة ويعتبر من أهم التصنيفات لمساهمته في دراسة الشخصية بطريقة معمقة مما يساعدنا على الكشف عن الروابط الداخلية داخل الكائن العضوي والقوانين التي تحكم علاقاته النفسية والاجتماعية. إن الكشف عن طبيعة تلك العلاقات والقوانين يمكننا من ضبط المتغيرات ذات التأثير السلبي والتي قد تطرأ على حياة الفرد النفسية، المهنية وحتى العلائقية وبالتالي تسخر لنا إمكانية الضبط والتحكم فيها. كما تساعدنا دراسة السمات على دراسة طبيعة الاستجابات لمواقف الحياة المختلفة وتفسير أسباب سلوكيات الأفراد وبالتالي إمكانية التعديل عليها في حال انحرافها عما هو طبيعي. وتتداخل مجموعة من المحددات لبناء الشخصية من محددات بيولوجية وطبيعية وثقافية وأسرية واجتماعية مما أسفر على انبثاق العديد من النظريات التي حاولت تفسير الشخصية من عدة جوانب. لازالت الجهود متواصلة لكون دراسة الشخصية من أكثر المواضيع تعقيدا كل نظرية تسلط إلا بصيصا من النور على جزء صغير منها لذلك تعددت الثغرات وكثرت الانتقادات حتى لنظرية العوامل الخمسة التي هي في رأي العديد من المؤلفين أنها لا تفسر الفروق الفردية ولا تصلح للمجال العيادي بعد. فإن هذا الاختلاف هو المحرك للبحث العلمي وفي نظرنا أنه من الجيد الأخذ بعين الاعتبار هذا النقد مع الاعتراف أن هذا النموذج أثبت صحته ومصداقيته بشكل كبير.