العرب الجنوبيون (1) وكانت أرضهم مهيأة لتزدهر فيها حياة نباتات وأشجار واسعة بفضل مياه الأمطار الموسمية وطرق الرى الصناعية . انبثقت فيها لهجتان أساسيتان هما المعينية والسبئية ومن هذه النقوش استطاع الباحثون أن يعرفوا الحضارة العربية الجنوبية بدياناتها وآلهتها وأنظمتها الحكومية ودولها وملوكها ، واستقر بينهم أنه كانت هناك خمس ممالك هي مملكة معين وكانت حاضرتها معين فى الجوف اليمنى ثم مملكة سبأ في جنوبيها وعاصمتها مأرب ، فقد وجدت نقوش معينية في شمالي الحجاز بدادان في منطقة العُلا الحالية وفى الحجر أو مدائن صالح ، فكانوا بذلك أول من حمل الحضارة الجنوبية إلى إخوانهم في الشمال م. حتى يغلب السبئيون على المعينين ويمدوا سلطانهم بعد ذلك على الاتحاد الجنوبى كله ، م. وكانوا يتلقبون باسم ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت واليمنات ، وظهر لهم خصم ثان هو ملوك الحبشة الذين حاربوهم واستولوا على بلادهم في منتصف القرن الرابع الميلادى وظلوا بها نحو عشرين عاماً ، ولا نلبث أن نرى ذا نواس آخر الملوك الحميريين يعتنق اليهودية ويحاول القضاء على المسيحيين في نجران ، وأخيراً استنجد أهلها بالفرس أعداء بيزنطة ، وكانوا يؤلهون السيارات الفلكية والنجوم، ويظهر أنه كان لهم أدب ديني كثير ، وظلوا حتى ظهور الإسلام يشكلون عنصراً مبايناً لهم ، فنزلت غسان وقضاعة ومن إليهما فى الشام ونزلت لخم في العراق .