وفي مدرسة المحافظين ( الإحياء والبعث ) ويطلق على هذه المدرسة أيضا الكلاسيكية ( 1 ) يطلق هذا الاسم على مجموعة من الشعراء العرب الذين ظهروا مع تباشير النهشة الحديثة في أواسط وأواخر القرن التاسع عشر الميلادي وقد عادوا بالشعر إلى عصره الأول ( الجاهلية ) وعصر الازدهار ( العباسي ) وهذان العصران في تاريخ أي أمة من الأمر يطلق عليهما عصر ( نقاء الجنس ) و ( العصر الذهبي ، ونهض بهذه المهمة كوكبة من الشعراء كان في مقدمتهم محمود سامي البارودي الذي عكف على التراث الشعري القديم يقتله قراءة وتمحیصة واستبعايا ونمئة ثم اختار ثلاثين قصيدة من عيون الشعر العربي جمعها من الدواوين ، ونشرها في تحت عنوان ( مختارات البارودي ) وكانت هذه المختارات زادا للشعراء الذين نجوا على منوال القدامی مرت مدرسة الإحياء والبعث بأطوار ومراحل يمكن تتبعها على النحو التالي : أولا - البدايات ( مرحلة الإرهاص ) : لم ينبت هؤلاء الشعراء الذين يمثلون ذروة الإحياء فجأة بلا مقدمات ، انتشارات وبوادر على يد أجيال من الشعراء عاشوا في نهايات القرن الثامن عشر ايزني وبدايات القرن التاسع عشر ، وهم يعبرون عن مرحلة الانتقال من شعر السطحية والابتذال واصعة الذي شاع إبان العهد العثماني كما أسلفنا وبين عصر النهضة ، وقد ظهروا في موجتين متتابعينا في الموجة الأولى كان النزوع نحو التأصيل والتواصل مع القديم يدو على استحياء لدى الشيخ حسن العطار ، ويوصف بأنه شاعر إذا قيس بشعراء زمنه ، وقس على ذلك أيضا تلميذه الشيخ حسن قويدر و إن كان أقل منه إيذاعة وقرية من روح الشعر ، ومن شعراء هذه الموجة السيد على الدرويش والمعلم بطرس كرامة من شعراء الشام والشيخ ناصيف اليازجي وشهاب الدين محمود الألوسي من العراق ، وشعراء هذه الموجة تقليديون إلى حد بعيد ، ولم يكونوا جميعا متفرغين للشعر فأغلبهم موسوعي متعدد الاهتمامات كالانصراف إلى الدراسات اللغوية والنحو والفلك والتاريخ وما إلى ذلك . في أما شعراء الموجة الثانية فأشهرهم محمود صفوت الساعاتي وعائشة التيمورية وعبد الله فكري وغيرهم ، وتوقف قليلا عند الساعاتي لأنه أبرزهم ، ونود أن نشير قبل ذلك إلى أن عباس محمود ا العقاد کتابه شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي ) قد وصف شعراء هذه المرحلة بأنهم كانوا حلقة الاتصال بين من يسميهم الشعراء العروضيين ( ويعني بذلك أولئك الذين خبت في شعرهم وقدة الموهبة واتخذوا من الشعر صنعة عروضية فكانوا استمرارة لعصر الجمود والانحطاط ) وبين الشعراء المحدثين ( ويعني بهم شعراء الإحياء والبعث ) ) ويميز العقاد بين هؤلاء العروضيين وبين شعراء الإحياء فيصف دواوينهم و بأنها أشبه شيء بكراسات الإنشاء في معاهد التعليم ، ، وقد خاض الساعاتي نفسه في مثل هذا النوع من النت غ من النظم وخصوصا في قصيدته الطويلة التي قالها في مدح الرسول ( ) ۳۹ وهي تسبح في عباب الشفق وكانها تسيل ذهبا مصهورا فوق العقيق الأحمر ، غمامتان تنحدران من عين الوجود دمعة دامية ، وكان الوجود يرسل الدمعة الحيرة خصائص المدرسة الاتباعية العربية مدرسة المحافظين ) أولا - نظم شعراء هذه المدرسة في أغراض الشعر العربي القديم ، وحاولوا أن يسایر متطلبات عصرهم فتحدثوا في موضوعات جديدة كالوطنية وما يتعلق بالحياة الاجتماعية وضرورات النهضة . وجدد فريق آخر فلم يعبأ بهذه المقدمات وأصبحت القصيدة ذات وحدة موضوعية لها عنوان ، ولم تستطع القصيدة الاتباعية تحقيق الوحدة العضوية رابعا - معجم القصيدة العربية المحافظة مستوحى من قاموس الشعر العربي وقد عمد بعض الشعراء إلى استلهام ألفاظ جديدة من واقع الحياة المعاصرة . خامسا - احتل الجانب التعليمي والتربوي والأخلاقي موقعا مهما في اهتمامات شعراء الإحياء فترددت في قصائدهم المعاني التي تمجد القيم الفاضلة والأخلاق العالية الرفيعة سادسا - عارض العديد من شعراء هذه المدرسة القصائد المشهورة التين قالها القدماء وحاولوا محاكاتها وزنة وقافية ومعنی ۱۱۹ سابعا تعلق الشعراء اغراففلون بالتاريخ العربي و اختاروا موضوعاتهم منه في كثير من قصائدهم - تیگوا بعمود الشعر العربي الذي ورد في مقدمة المرزوقي الديوان الحماسية الذي هي على أشرف المعني وصحته ، ومشاكلة اللفظ للمعنى ، فهذه سيعة ابواب هي عمود الشعر نقاوت حظ قصائد الإحيائيين منها يتفاوت اتجاهاتهم وثقافتهم ثامنا - الشعراء المحافظون ليسوا سواء فمنهم من اتجه إلى ترسم خطا الأقدمين دون ان يقدم شي يذكر ، ومنهم من حاول أن يعبر بصدق على التجربة الذاتية ،