وَهُوَ مَشْهورٌ بِذَكائِهِ وَحُبِّهِ لِتَقْليدِ ٱلنّاسِ، كَما يَظْهَرُ في هَذِە ٱلْقِصَّةِ ٱلّتي جَرَتْ حَوادِثُها في بِلادِ ٱلْهِنْدِ. يُحْكى أَنَّ رَجُلًا كانَ يَبيعُ ٱلطّرابيشَ في بِلادِ ٱلهِنْدِ. وَكانَ شَعْرُەُ قَصيرًا وَعَيْناهُ كَجَميع رِجالِ هَذِەِ ٱلْبِلادِ. وَجَمَعَ في صُنْدوقٍ ثَلاثينَ طَرْبوشًَا، وَمَضى يَتَنَقَّلُ بَيْنَ ٱلْقُرى، وَيَعْرِضُ بِضاعَتَهُ على سُكّانِها. وَكانَتْ في طَريقِهِ غابَةٌ كَثيرَةُ ٱلْأَشْجارِ، ظَليلَةٌ. حَتّى أَخَذَەُ ٱلنُّعاسُ، فَتَناوَلَ طَرْبوشًا مِنَ ٱلصُّنْدوقِ، وَوَضَعَهُ عَلى رَأْسِهِ وَنامَ. وَتَتَحَيَّنُ ٱلْفُرَصَ كَيْ تُناكِفَهُ وَتُداعِبَهُ. فَلمّا رَأَتْهُ نائِمًا، وَدَنَتْ مِنَ ٱلطَّرابيشِ، وَأَخَذَ كُلُّ وَتَقْفِزُ وَلَمّا أَفاقَ ٱلرَّجُلُ نَظَرَ إلى صُنْدوقِهِ فَوَجَدَەُ على غَفْلَتِها. فَتَأَكّدَ 20 لَهُ أَنَّها طَرابيشُهُ، أُخِذَتْ مِنْهُ أَثْناءَ نَوْمِهِ. غَضِبَ ٱلرَّجُلُ وَصاحَ بِالقُرودِ أَنْ تُعيدَ إِلَيْهِ طَرابيشَهُ، وَأَخَذَتْ تُقَلِّدُەُ في صِياحِهِ ساخِرَةً مِنْهُ. ثُمَ حَكَّ رَأْسَهُ يُفَكِّرُ في طَريقَةٍ يَسْتَعيدُ بِها طَرابيشَهُ، فَحَكَّتْ رُؤوسَها مِثْلَما فَعَلَ، رَأسِهِ، فَفَعَلَتِ ٱلْقُرودُ هِيَ الأُخْرى ما فَعَلَهُ، وَرَمَتِ ٱلطَّرابيشَ بَعيدًا عَنْها. وَانْتَهَزَ ٱلْفُرْصَةَ وَهَجَمَ عَلَيْها، فَلَمَّ طَرابيشَهُ وتابَعَ سَيْرَەُ. بَعْدَ خَمسينَ سَنَةً مِنْ هَذا ٱلتّاريخِ، وَقَدْ سَمِعَ قِصَّةَ جَدِّەِ مَعَ ٱلْقُرودِ. فَأَخَذَ تارِكًا طَرابيشَهُ في ٱلصُّنْدوقِ إلى جانِبِهِ. وَعِنْدَما أَفاقَ «سينغ»، 35 ٱلْأشْجارِ، تَذَكَّرَ سينغ قِصَّةَ جَدِّەِ، وَبَدأَ بِحَكِّ رَأْسِهِ.