حينما اتخذتُ طريقي إلى المدرسة ذلك الصباحَ، وارتعَدْتُ فَرقًا وأنا أتخيلُ ما يَنتظِرُني مِنْ توبيخ شديد، خاصةً وأنّ السّيّد (هامل) قالَ إنّه سيسألنا في أسماء الفاعل والمفعول، وهُوَ مَا لَمْ أَكُنْ أَفقَهُ فِيهِ شيئًا . وإمضاء بقيَّةِ النَّهارِ خارِجَ الأسوارِ مُتَمرّغًا في أحضانِ الطبيعة بِكُلِّ جَمالِها وَعُنفوانِها. وعلى الأغصانِ هُناكَ في أطرافِ الغاباتِ شرعت الطيورُ تَعزِفُ سيمفونيةً عذبةً تُشَنِّفُ الأسماعَ في تَمازُجِ مَعَ الطبيعة لا يوصَفُ، فيما كانَ الجنود يؤدّونَ تدريباتهم، على أنني استعَنْتُ بِكُمْ هائل منَ الصّبرِ وَصدَّ الإغراءِ لِمُقاومة ذلكَ كُلِّهِ،