مكانة المرأة قبل الإسلام وبعده مكانة المرأة في الجاهلية كانت نظرة الرجال للمرأة في الجاهلية نظرة دونية، ومن ذلك: نظر الرجل إلى رأي المرأة على أن فيه وهنًا وضعفًا وأنها دون رأيه بكثير: وتصور أن مقاييس الحكم عندها دون مقاييسه في الدقة والضبط؛ ولهذا رأى العرب أن من الحُمق الأخذ برأي المرأة، فقدْ كانوا إذا أرادوا ضرب المثل بتضعيف رأي أو التقليل من شأنه، ١] كانت المرأة في الجاهلية إذا توفّي عنها زوجها تتجنّب كل ملذّات الحياة: وتشقُّ على نفسها، تخرج بعد مُضيِّ العام وهي في أقبح صورة ، لا يرثُ عند أهل الجاهلية إلا من حمل السلاح وركب الفرس: كناية عن الرجال، أما عن المرأة فكانوا يقولون: هي إنسان ناقص وليس مكْتملا، كانت توأَدُ في الجاهلية: والوأد معناه أنها كانت تدفن وهي على قيد الحياة، وكانوا إذا بشّرَ أحدهم بولادة الأنْثى يسوَدُّ وجْهُه كنايةً عن شعوره بالعار، فيبقيها وهو يشعر بأنه ذليل، قال -تعالى-: (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَهُوَ كَظيمٌ* يَتَوارى مِنَ القَومِ مِن سوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمسِكُهُ عَلى هونٍ أَم يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحكُمونَ). كانوا في الجاهِلية إذا مات زوج الْمرأة يتسابقون عليها: وأول من يلقي رداءً عليها يكون أحقّ بها، ويحقُّ له أن يتزوجها ويتمتّعَ بها، أو يبيعها أو يتصرف بها كما يحلو له،