كان "مهاب" عضوا في فريق الكشافة، وكثيرا ما كان يشترك مع فريقه في إقامة معسكر بالخلاء. في إحدى الليالي جلس مهاب مع إخوانه أعضاء الفريق حول النار ، وسمع قائد المعسكر يقول: إنَّ حياة الكشافة في الخلاء تجعل الفرد صلباً و قوي الإرادة. بدأ الحفل وتوالت الفقرات فأنشد "مهاب" نشيدا جميلا يصف فيها حياة الكشافة وما فيها من توكل على الله، واعتماد على النفس، فاز "مهاب" ببرتقالة كبيرة قسمها على أفراد خيمته لأنهم شجعوه. حين انطلقت الصفارة مؤذنة بنهاية حفل السمر، أسرع الجميع إلى خيامهم وبقي فريق الحراسة في يقظة واستعداد. جاءت نوبة "مهاب" في الجزء الأخير من الليل وشاهد أثناءها شبح حيوان، وفي الصباح ذهب إلى حيث رأى شبح الحيوان فوجد آثار أقدام على الرمال، فأسرع إلى القائد وأخبره. صحب القائد مهاباً لرؤية آثار الأقدام وحينما رآها قال لمهاب: "منذ متى مرّ هذا الحيوان؟" فأجابه: "في الليل حينما كنت في نوبة حراستي". فقال القائد: "هذه آثار أقدام غزال صغير أو غزالة صغيرة شردت عن قطيعها إلى هذا المكان البعيد. تعجب مهاب وسأل القائد: كيف عرف ذلك؟ فأجابه القائد: "كل الأقدام غائرة ماعدا القدم اليسرى الخلفية. وهذا الحيوان به عرج في ساقه". ولمح القائد بقعاً من الدماء، فعرف أن هذا الحيوان مُصاب أو مجروح . شعر مهاب بحزن كبير ثم قال: "لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي. خرج مهاب مع مجموعة من الأفراد بعد أن استأذنوا قائدهم للبحث عن الحيوان الجريح، فقد عثر عليه أحد أفراد المجموعة فنادى أصدقاءه: "لا تذهبوا بعيدًا، اجتمع أفراد المجموعة حول الغزال الصغير، وقام أحدهم بتطهير جرح الغزال، وقام آخر بربط الجرح برباط معقم و نظيف . و تركوا الغزال لحال سبيله بعد أن وضعوا أمامه كومة من العشب الطري، والتقطوا له عددًا من الصور الجميلة التي تظهر فيها وكأنه يشكرهم على حسن معاملتهم. عاد الجميع إلى المعسكر وقصوا ما فعلوه على القائد، فشكرهم قائلًا: "لقد فعلتم خيرًا، ألم أقل إن حياة الكشافة هي حياة كفاح يقدّم فيها كل ما يستطيع لكل من يحتاج المساعدة؟". هيا أيها الأفراد المخلصون في عملكم،