دور العمانيين في نشر الإسلام في شرق آسيا ولعل من أوائل الاحتكاك الإسلامي بهذه البقعة من العالم ما كان من مساهمة العمانيين بقيادة الصحابي عثمان بن أبي العاص الثقفي في فتح الهند في منتصف العقد الثاني للهجرة، كما وجه عثمان بن أبي العاص أخاه المغيرة إلى خور الديبل عند مصب السند عام 15هـ. كما لعب التجار العمانيون دورا بارزا في نشر الإسلام في الصين والهند وما جاورهما، وقد سجل التاريخ أسماء بعض التجار العمانيين الذين ارتحلوا إلى هذه البلاد مثل أبي عبيدة عبدالله بن ‏القاسم الذي وصل إلى ميناء كانتون حوالي سنة 133هـ وتعتبر رحلته من أقدم رحلات العرب إلى بلاد الصين إن لم تكن أولها. وذلك يدل بصورة قوية على أنه عماني بلا شك وعلى أن هناك اتصالات ودية بين الصين وعمان عبر التاريخ. وقد عاش في الصين ‏سنوات طويلة إلى أن عاد إلى عمان. وقد وصل العمانيون بمتاجرتهم إلى أقصى شمال الصين، إلى مدينة قانصوا وبلاد الشيلا التي يعتقد أنها بلاد كوريا الآن واليابان. حيث كان لهم وكلاء عديدون في هذه المدينة وغيرها من مدن الصين التي فتحت أبوابها لتجارتهم ، وفي جنوب شرق آسيا ‏كان التجار العمانيون يقيمون في المدن الكبرى ويؤسسون المراكز التجارية الهامة مما ‏أتاح لهم فرصة الاحتكاك المباشر بأهل البلاد وساهموا بشكل كبير في نشر الإسلام في ‏أرخبيل الملايو. وقد عثر في شبه جزيرة الملايو على مقابر قديمة للمسلمين تحمل نقوشاً عربية ‏وخصوصاَ في جاوه يرجع تاريخ هذه النقوش إلى عام 475هـ.