الكتب (كذا) المضـرة شـيئا ، ومن يتـعـد ذلك يجـاز بأشـد الجزاء ، الاحتياطات اللازمة لمنع الاختلاس في هذا الشأن ، مطالعة مثل هذه الكتب لتسلية النفس وترويح الخاطر ، من الكتب المفيدة الصحيحة ، (كذا) وما معها من الكتب كعنتر عبس (كذا) وغيرها أن يستبدلها (كذا) بكتب التاريخ الصحيحة» . عاقل «هذه الكتب الخرافية ، ويتباعد منها على قدر الإمكان ، بمطالعة الكتب الحـقـة ككتب الديانة المطهرة ، وتهذيب الأخلاق ، وكتب التواريخ الصحيحة ، وكتب العلوم الحقيقية»(1) . مارس الإمام دورا إصلاحيا ، وكل مصلح يجد نفسه موزعا بين مهمتين ، أولاهما : تشخيص الحالة المطلوب إصلاحها ، وثانيتهما : اقتراح الإصلاح ، وضمن المهمة الأولى قدم «عبـده» جردا موسعا بالكتب الشائعة في عصره ، وراح يصنفها طبقا لمنظوره كمصلح ديني ، الصرفة وكتب الخرافات ، وضمن الثانية ، طبع تلك الكتب ، يسهم في إصلاح المجـتـمع ، أخرى ، وبخاصة لأولئك الذين أدمنوا قراءة كتب الأكاذيب والخرافات . أعلن الإمام موقفا دينيا معاضدا لقرار الدولة مؤداه : أن كتب التخيلات السردية خطر مؤكد ، وسيفضي وجودها إلى تخريب القيم الدينية واللغوية ، تتـعـافي الأمة إلا بمحق هذا الخطر ، لأنها تسبب ضررا بالغا من ناحيتين ، أولاهما : إغراقها في التخيّل إلى درجة أنها تذكر أقواما «على غير الواقع» . (۱) محمد عبده ، الكتب العلمية وغيرها ، الوقائع المصرية ، 11 مايو ۱۸۸۱ ، فصول ص۲۰۷- ۲۰۹ العدد الأول لسنة 1991 ، ومقتطفات منه في كتاب علي شلش ، الروائي في الأدب العربي الحديث ، القاهرة ،