كانت المساجد الجامعة هي أساس العمران في المدن الإسلامية .المسلمون منذ فجر الإسلام إذا فتحوا مدينة من المدن شيدوا مسجدا جامعا بهاوذلك رغبة منهم في إضفاء الصبغة الإسلامية عليها حيث أن هذه المدن كانت كما كانوا يبدأون بإنشاء المسجد الجامع قبل أي بناء آخرعند تأسيس مدنهم الجديدة ، وعلى سبيل المثال اختط عتبة بن غزوان مدينةالبصرة بنى المسجد الجامع فيها ، وكذلك فعل سعد بن أبي وقاص عند تشييده وقد أصبحت عادة بناء المسجد في كافة المدن الإسلامية الجديدةعادة متبعة حرص المسلمون عليها عند بناء مدنهم . كما أصبح المسجد الجامعفي هذه المدن بمرور الزمن مركزا لتلك المدن وقلبها النابض بحياتها ؛تتفرع الطرق الكبرى المؤدية إلى أبواب المدينة ، والقيساريات وفيه تعقد الاجتماعات السياسيةالمسجد الجامع على الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية وبالطبع.ب - لدار الإمارة :كان بناء الرسول صلى الله عليه وسلم منزله ملاصقا للمسجد الجامع المثالالأول الذي اتبع في إنشاء دار الإمارة مجاورة للمسجد في المدن الناشئة ،وكانت دار الإمارة تقام في وسط المدينة ، وتقام من حولها دور الوزراء وطبقة الخاصة من الناسكالقاضي والمحتسب وصاحب الشرطة . وكانت دار الإمارة في بداية الأمرتمتاز ببساطة البناء ، وأصبحت تشمل على أبهاء واسعة وقاعات للجلوس .بعد أن تحولت إلى قصور فخمة - ملاعب ، وساحات ومخازن وخزائن الكتبوإسطبلات الخيل (۱۹) . ومن أمثلة هذه الدور " قصر الحمراء " الذي بناه عبيدالله بن زياد ( والى العراق ) لمعاوية ويزيد في البصرة ،مقر للإمارة في مدينة واسط عرف بقصر الخضراء نسبة إلى القبة الخضراء وكان ديوان الحجاج ومجلسه اليومى تحت هذه القبةج - المركز الاقتصادي :وهو جزء رئيسي في المدينة الإسلامية ، ويقع دائما حول المسجد الجامع ،ويضم الأسواق بما تحويه من خانات وفنادق ،كانت الشوارع المحيطة بالمسجد الجامع تتمسى بأنواع الحرف والصناعات ،