بعد الانتهاء من بناء حدائق بابل المعلقة تم دعوة الجميع لافتتاح هذا الصرح، حيث جاءت الوفود من شتى أنحاء العالم، وتسارع الملوك لرؤية هذا الصرح الذي قيل عنه وقتها أنه أعظم من أهرامات الفراعنة، ودخل المدعوون هذه الحدائق للمرة الأولى والأخيرة، حيث لم يدخلها بعدها سوى الملكة ساميراميس، بل قال البعض أن الملك نبوخذ نصر قد جعل لهذه الحدائق مُفتاحًا كبيرًا وأعطاه لزوجته الملكة فقط. ورغم وقع هذه الحدائق في الصحراء القاحلة الحارة طوال الوقت، إلا هذه الحدائق كانت بمثابة جنة حقيقة، تم تبريدها بالهواء والظل ورذاذ المياه كي لا تشعر ساميراميس بالحر، وإن حدث وشعرت بالحر يتم اعتبار القائمين على الأمر مُقصرين، ويتم محاسبتهم ومعاقبتهم بعقوبات قاسية قد تصل أحيانًا إلى الموت. هذا وقد استمر الوفاء لصاحبة هذه الحدائق حتى بعد موتها، فقد تم إغلاقها فترة كبيرة من الزمن دون أن يقترب منها أحد، حتى تعاقبت الممالك وجاء من يفتحها، ثم مرت الأيام وجاء من يهدمها، ليضع البشرية بأكملها في مأزقٍ حقيقي.