تعتبر ظاهرة المجون في المجتمع العباسي واحدة من الظواهر الاجتماعية التي أثرت بشكل كبير على الثقافة والأخلاق في ذلك الوقت. من بين الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة، نجد الانفتاح الثقافي الذي شهدته الدولة العباسية نتيجة للتجارة مع الأمم المختلفة، مما أدى إلى تبني عادات وتقاليد جديدة. كما أن الحياة الرفاهية التي عاشها بعض الأفراد في المجتمع، ساهمت في انتشار المجون كوسيلة للتعبير عن الفرح والاحتفال. يجب أن نحذر من نتائج هذه الظاهرة، حيث أدت إلى تدهور القيم الأخلاقية وانحلال الروابط الاجتماعية. فقد كانت المجون سببًا في تفشي الفساد والانحراف، مما أثر سلبًا على الشباب ووجهتهم في الحياة. من أبرز رواد المجون في تلك الحقبة يمكن أن نذكر الشاعر أبو نواس، الذي كان له دور بارز في التعبير عن هذه الظاهرة من خلال قصائده التي تناولت مواضيع الحب والمجون. يجب علينا أن نتأمل في هذه الظواهر وأن نتجنب الانزلاق في متاهات المجون، حيث أن الانفتاح على الثقافات المختلفة يجب أن يكون مصحوبًا بالحفاظ على القيم والمبادئ التي تشكل أساس المجتمع.