بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الليلة الثالثة من شهر ‏محرم الحرام 1447 هـ 28-06-2025:‏ والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا ‏وقائدنا ‏‏أبو القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى جميع ‏الأنبياء ‏‏والصالحين إلى قيام يوم الدين. السلام عليك وعلى الأرواح التي ‏حلّت بفنائك، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، مع عاشوراء نتزود لِحياتنا من أجل أن نعيشها سعيدة، في الليلة الماضية ‏أسسنا لأسس عقائدية أساسية لها علاقة ‏بالمنهج، واعتبرنا أن المنهج هو دين الله تعالى، يُطبقه ‏محمد وآل محمد صلوات الله ‏وسلامه عليهم أجمعين، السلوك والموقف الذي ‏ينسجم مع المنهج، لماذا؟ لأن لحظة ‏كربلاء هي لحظة قتال، حياة الإنسان علاقات اجتماعية، في هذه ‏المحطات لا بد أن يكون هناك جهاد، ولا بد أن يكون هناك قتال. لذا اعتبرت أن عاشوراء هي الموقف ‏المنعطف كنتيجة طبيعية لكل هذا السلوك الإسلامي المرتبط بالمنهج ‏‏الذي آمنا به من عند الله تعالى. هذا السلوك وهذا الموقف المنعطف يوصلنا إلى إحدى الحُسنيين، يعني النتيجة الطبيعية لهذا ‏السلوك، يُوصل إلى إحدى الحُسنيين: النصر أو الشهادة، كما قال ‏تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ ‏‏الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾، ﴿قُلْ هَلْ ‏‏تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾، يعني إما أن يُقتل ‏الإنسان فيُستشهد في سبيل الله تعالى، وبالتالي يكون هناك انعكاس مادي لهذا ‏النصر. التفسير الجميل الرائع الذي قاله سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى ‏عليه عن ‏‏الحُسنيين، قال: "عندما ننتصر ننتصر، لأن ‏العبرة ‏‏أين؟ العبرة أنك هل بقيت ثابتاً على موقفك، أو أنك تزعزعت وغيّرت هذا الموقف؟ إذا بقيت ‏ثابتاً على ‏موقفك، سواء كان الربح من خلال الانتصار المادي المباشر، أو ‏كان ‏الربح من خلال ‏الشهادة التي تُعبّر أيضاً عن ربح. نحن نُريد من خلال سيرة الإمام الحسين عليه ‏السلام، ومن خلال التزامنا بالإسلام، ليس مطلوباً أن تكون ‏الدنيا حياة عادية، مطلوب أن تكون الدنيا حياة عزيزة، أنه يقوم بخلافة الله تعالى على الأرض، لا يصح أن تقول: "أيّ حياة أقبل بها، المهم أن أبقى على ‏‏قيد الحياة"، البقاء على قيد الحياة بيد الله تعالى، ﴿فَإِذَا جَاءَ ‏‏أَجَلُهُمْ لَا ‏يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾، الذي هو بيدك أن تبقى على قيد الحياة عزيزاً، أو أن تقبل بأن ‏تكون ‏ذليلاً. عزيزة برؤوسٍ مرفوعة، ولذا عندما ‏وصل الإمام ‏‏الحسين عليه السلام إلى "ذي حُسَم"، قال: "ألا ترون أن الحق لا يُعمل ‏به، والحياة ‏مع الظالمين إلا ‏‏برماً". ما تقييم الإمام الحسين عليه السلام للموت فيما لو جاءه الأجل؟ سعادة. لماذا ‏سعادة؟ لأنه لحظة الانتقال إلى ‏‏الآخرة، الموقف ‏الذي يقف مع الحق. ما قيمتك أنت كإنسان إذا لم تقف مع الحق؟ هل مطلوب من الإنسان أن يكون فقط ‏يأكل ويشرب ويؤمن ‏‏بعض المتطلبات العادية في الحياة الدنيا، "إني لا أرى ‏الموت إلا سعادة، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "الموت في ‏حياتكم مقهورين، ‏ انظر إلى التعبير والاتجاه الذي يُرسم. رأيناه أيضاً ‏على لسان السيدة زينب سلام الله تعالى عليها، ولا يُرحض ‏‏عنك عارها، وهل رأيك إلا فَنَد؟ وأيامك إلا ‏عدد؟ وجمعك إلا بَدَد؟ يوم يُنادي المنادي: ألا لعنة الله على ‏‏الظالمين". ‏ هذا موقف عظيم للسيدة زينب ‏عليها السلام، تعرفون ماذا يُشير؟ يُشير إلى أن الموقف الحسيني ‏هو موقف ‏يشمل الأمة جميعاً، السيدة زينب سلام الله تعالى ‏عليها أكملت المسار الحسيني بالموقف نفسه، لأنها طبعاً حين وقفت هذا الموقف ‏‏كان من الممكن أن ‏يقتلها يزيد، كان من الممكن أن يفعل أشياء كثيرة، وهي على كل حال من السبايا التي ‏‏سُبيت، وكانوا يحاولون إرغامها على أن تغيّر، أو بحسب كلامهم ‏‏أن تتعظ مما ‏حصل، وكانت النتيجة أنها هي من كانت تعظهم وتقول لهم الذي حصل: "ما رأيت إلا جميلاً". ‏ ‏لكن هناك شهادة، نعم: ‏"ما رأيت إلا جميلاً". لماذا جميل؟ لأنها صمدت على الحق، ولأن الشهادة التي ‏‏حصلت كانت على ‏أساس الحق. هذا هو المقياس الذي نُريد أن نعود إليه دائماً، لا تسألني هل هذا يُبقينا على قيد الحياة أم لا؟ ‏يا أخي الحياة بيد ‏‏الله عز وجل. أنت مع الحق أم لا؟ أنت تُقاتل ‏من أجل الحق أم لا؟ أنت تقبل أن تكون ذليلاً ‏أم لا؟ الحسين ‏سلام الله تعالى عليه علّمنا أن نكون مع الحق مهما كانت النتائج ومهما كانت التضحيات. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. لا تقبل أن يستعبدك ‏الآخرون، لا تقبل بأن ‏تكون خادمًا لمشاريع الانحراف ومشاريع الباطل. هنا نفهم معنى "ما تركتك يا ‏حسين". سماحة السيد رضي الله تعالى عنه كان دائمًا، عندما كُنا في بعض الجلسات ونتحدث عن هذا الشعار، خاصةً ‏‏عندما تقترب عاشوراء، كنت أشعر بأنه عاشق لهذا الشعار، لأن "ما تركتك يا حسين" هو حالة ‏‏تفاعلية، تجعل الإنسان يذوب في الحسين سلام الله تعالى عليه، ‏‏وينسى أنه موجودٌ على الأرض، يُحلق المؤمن بهذا الشعار في علوٍ وسموٍ وقوةٍ وقدرة. "ما تركتك يا حسين" ‏‏هذا هو موقفنا، "ما تركتك يا حسين" عزيزًا كريمًا تكون مع الحق. إذًا، عاشوراء هي من أجل الحياة العزيزة في مواجهة التسلط والإرغام والاحتلال والاستكبار. لا يتركوننا، المشكلة ليست فيما نُبادر به، إلى الإرغام. إذًا، نتعلّم من الحسين سلام الله تعالى عليه ‏إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة. انظروا، مرة الجماعة تنتصر. وينتصر إذا استشهد. في ‏‏موقف لم يتزعزع عنه، فإذا الفرد انتصر، فكيف تنتصر ‏‏الجماعة؟ الجماعة تنتصر عندما تُحقق انتصارًا ميدانيًا، لا يكون هناك توازن، إذًا، إذا بقيت، ولذلك، نعم، أن نتمكن من الاستمرار، أن يكون هناك من ‏‏يسير على العهد. وكل الشهداء الأبرار، لنبقى، لنكون من بعدهم ‏نعمل كما يعملون، ‏ونقف كما يقفون، ونستعيد الحسين إلى حياتنا كما استعادوه، فإذًا، إلى الآن عاشوراء حاضرة، إلى الآن زينب قدوة لكل النساء، إلى ‏‏الآن الصرخة من خلال الدماء ومن خلال الكلمات تُعبّئ وتُربّي وتُخرج الأجيال التي تعيش حالة العزّة. أنا اليوم أريد أن أجيب عن سؤال، وهذا السؤال يُطرح دائمًا من البعض، ودائمًا ربّ العالمين يقول: "وكان حقًا علينا نصر المؤمنين"، ومرات لا ينصرنا؟ حسنًا، إذا لم ينصرنا دائمًا، فهل هناك مشكلة ‏معينة موجودة ‏حتى لم ينصرنا؟ أم يجب أن ينصرنا دائمًا لأننا متدينون، هنا أُريد أن أُفصّل قليلًا في هذا الموضوع، عن أنظمة موجودة. لا يمكن أن يَجرح. إذا كان العدد ملائمًا، إذا كانت الاستعدادات ملائمة، قد لا ينجح في ‏قلب المعركة. ‏ هذه سنن إلهية، أي ‏الإنسان يجب أن يكون قد أعدّ العدّة اللازمة حتى يتمكن من النجاح. ‏أحيانًا تكون العدّة عند العدو أكبر بكثير من العدّة التي لديه، ممكن ‏عندها أن ينتصر العدو على المؤمنين ماديًا، نعم. لا أقول ‏إنك قصّرت، بل أقول إنك لم تستطع، إذا أردت أن تنجح في الامتحان، ليس كما يفعل البعض عندما يقول: "والله دعونا الله كثيرًا ليلة الامتحان، ‏‏لقد فشلت لأنك لم تدرس. افعل ما عليك والباقي على الله عز ‏وجل، والباقي على الله عز وجل. لذلك، يعني أنتم أعدوا ما عليكم، تكونوا قد عملتم المقدمات الصحيحة، الآن ترهبونهم في ‏هذه ‏المرحلة، فالله عز وجل أيضاً يُسدّد ويُعين حتى ينجح الإنسان، فإذَا علينا أن نؤمن بأن السُّنن الإلهية هي التي تعمل، ‏‏كيف؟ كما يقول: " إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ". أنت بإيمانك، بقناعاتك، بإعارة ‏‏جمجمتك لله تعالى، وكيف يتم. أنا أقول لكم، الشباب الذين كانوا موجودين على الحافة الأمامية يقاتلون في معركة "أولي البأس"، إذا تعرف ‏‏عددهم كم مع خمس فرق إسرائيلية فيها سبعين ألف جندي، تقول: معقول هذا العدد القليل الذي هو عبارة ‏عن ‏مئات يستطيع أن يصمد أمام خمسة وسبعين ألفاً معهم كل الإمكانات وكل القدرات؟ أنا أقول لكم لماذا: ‏لأنهم ‏أعدّوا العدّة وأعاروا جماجمهم لله تعالى، ‏يُدخل ‏عوامل إضافية نحن لا نعلمها، لكننا مطمئنون أن الله ‏معنا، لأن السنن الإلهية من عنده، والدعم من ‏عنده. إذا افترضنا في مرحلة من المراحل كُنا نتوقع نصراً بشكل معين ولم نحصل عليه، فلننظر إلى السبب، يمكن ‏‏أن يكون السبب نقص في إمكاناتنا، نُعيد حساباتنا في بعض الأمور، وعندما ننتصر بشكل مباشر ‏‏حتى على المستوى المادي، هذا يعني أن كل شيء نحن قد أَمَّناه بشكل طبيعي، يعني أنتم ضعفاء، مع عدم التكافؤ في الإمكانات، لا ندري كم هو الفرق، لكن عندما يقول: ‏"إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ ‏‏صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ"‏، الآن ‏أنزل ‏الله ملائكة ودعم وأعطى، هذه أمور أخرى، لكن في النهاية نصرهم الله تعالى لأنهم قدموا ما عندهم، نحن دائماً نقول إن أي نصر يحصل معنا هو نصر إلهي، ولأننا حقيقةً نشعر أن هناك ‏‏إضافات تحصل للمؤمنين لا يمكن أن تحصل لغير المؤمنين، كُنت أقرأ بعض التقارير القديمة عن فترة انسحاب إسرائيل سنة 2000، انتصار 2000. مرات كنا نشعر أن هناك أناساً راكبين على ‏خيل ‏ويركضون وراءنا ويلاحقوننا. هذا جزء من النصر الإلهي، لا تدخلوا في هذه ‏التفاصيل. المهم ‏أن نقتنع بأننا منصورون من الله تعالى، والله عز وجل لا بد أن ينصر المؤمنين، "وَكَانَ حَقًّا ‏عَلَيْنَا نَصْرُ ‏الْمُؤْمِنِينَ". وهكذا. لأن طريقتك صحيحة، إمكاناتك التي تعمل بها ‏صحيحة، وإن مع العسر يسراً". المهم أن تؤدي تكليفك. من هنا، عندما نَنظر إلى نهضة الإمام الحسين عليه السلام وما فعله في كربلاء، ماذا نستنتج؟ نستنتج أن ‏‏الإمام الحسين عليه السلام حقق الموقف، يعني من المدينة ‏‏المنورة قال: "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله"، ولم يَقبل أن يعطي البيعة. فإذاً هذا ‏‏الموقف على المستوى الشخصي، ذهب إلى مكة المكرمة، فجاءته الكتب تقول: إننا حاضرون لنكون معك. ‏‏فإذاً صار مكلفًا أن يقود الجماعة، اشتغل بسعي بشكل طبيعي، وعمل كل الإجراءات اللازمة. هناك أمر لا يلتفت إليه البعض أثناء الاطلاع على السيرة، عندما وصل الإمام الحسين (ع) إلى كربلاء، ماذا ‏‏حصل؟ بعد أن أنهى صلاة العصر، اتجه إلى القوم وخطب فيهم، ".‏ قال: إذا لا تريدونني، لمن قال ذلك؟ للحر الرياحي والجماعة الذين معه، قال ‏لهم: إذا لا تريدونني، أنا أرجع. لماذا؟ لأن الإمام الحسين عليه السلام أدرك أن الجماعة الذين بعثوا ‏الكتب لم ‏يعودوا يريدون القتال، ‏ قال لهم: إذا لا تريدونني، ماذا قال له الحر؟ قال له: لا، وأنا مأمور بأن ‏آتي لأوقفك في هذا ‏المكان، ولا أملك معلومات أخرى. عندما رأى الإمام الحسين عليه السلام أنه لا يسمح له بالمغادرة، قال لجماعته: "الموت أدنى من ذلك". لأن هذا الرجل مأمور بأن يُجعجع على قاعدة أنه في النهاية يريد ‏‏أن يأخذ موقفًا حتى يُبايع الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه. الإمام الحسين لم يُبايع. إذاً بذل الإمام كل ‏‏الجهود حتى لا يصل إلى المعركة، حسنًا، إذا تعرّض له يزيد بشكل مباشر سيواجه، هو ذهب إلى كربلاء مقاتلًا، مواجهًا، من أجل إعلاء الحق، ومن أجل عدم ‏‏إعطاء الموقف الذليل لهذا الإنسان الطاغية. هنا لفتني كلام للإمام الخميني (قدس الله روحه)، لأن كثيرًا من الناس يناقشون هل ذهب الإمام الحسين عليه ‏‏السلام إلى كربلاء ليستشهد؟ هذا ليس هو الهدف، الهدف عند الإمام الحسين كان مختلفًا. ما هو الهدف؟ الإمام ‏‏الخميني يقول لم يكن يريد الإمام الحسين عليه السلام أن يجرّب ويجازف في تحركه ليعلم هل ينجح أم لا، لا، ‏ والذين يتصورون أن ‏سيد الشهداء لم ينهض لأخذ زمام الحكم، مخطئون. ‏لأن الحكومة يجب أن تكون لأمثال سيد الشهداء وأمثال شيعته. كلا، بل إن هدف الإمام الحسين هو تحقيق ‏‏الإصلاح في الأمة لِتلبية نداء الجماعة الذين قالوا نحن حاضرون لنكون في قيادتك حتى تُحدث التغيير ‏‏المناسب. عندما يُركّز إخواننا دائمًا على أن "أنا حاضر أن أُستشهد"، بل يتمناه، لكن عزيزًا في ‏‏الموقف، أو أن يعيش حياةً عزيزة، لذلك مثلًا الشباب الذين يخرجون ليقاوموا ويعملوا مباشرة في المواجهة، فهناك فرصة ليُقتل. لا، جاء أجله وهو في حالة استشهاد، وعما قام به حزب الله خلال هذه الفترة، لأنها أولًا منسجمة مع تربيتنا ‏وقناعتنا أن ‏نكون مع الحق وأنصار الحق، ونُواجه عدوًا واحدًا هو الكيان الإسرائيلي، وإذا استطعنا أن نقدم شيئًا، لكن الذي حصل هو أن إسرائيل التي كانت تخطط سابقًا لحرب على حزب الله، توقيت أيلول سنة 2024، هو توقيت مناسب لِبداية حرب على حزب الله، تبدأها بقتل القيادة في ‏‏صفوفها الأولى والثانية، والسيد ‏الهاشمي ‏‏(رضوان الله تعالى عليه)، فَتُخرجهم من ‏المعركة، ‏وأيضًا تضرب القدرات، وتكون قد حققت ثلاث غايات معًا: أولًا، آذت وجرحت وقتلت عددًا بالآلاف من المجاهدين المقاومين. هذه ‏هي ‏الفكرة، الذي يرى التحليلات بعد "أُولي البأس" يستطيع أن يرى ما ‏الذي ‏يقوله الإسرائيلي، وكيف كان المشروع الذي كان يسير فيه. التفاف ‏‏الناس وقوة الصمود وتحمل النزوح كان عنوانًا من عناوين القوة والمعنويات. ولِأقولها لكم من آخرها، هذا ما حصل. سارعت الشورى إلى انتخاب أمين ‏عام جديد، واستعادت منظومة العمل الجهادي ‏قدرتها وقوتها، وصمد الشباب في المحاور ‏الأمامية بشكل منقطع النظير. لذلك، عندما كُنّا نقول الحمد لله تعالى نصرنا الله تعالى، لا ‏بالنصر ‏المادي المطلق الذي يكون ميدانيًا على الأرض. ليس معنا نصر مادي مطلق، صحيح، نضرب العدو ضربات مؤلمة ونُؤذيه ونُوجعه. ظهر من خلال التشييع الاستراتيجي أن هذه الجماهير مُلتحمة، تبين أننا مجموعة مترابطة، حركة أمل، إضافة إلى المشهد التاريخي حيث خرج الناس إلى القرى الأمامية وتصدّوا ‏‏بِصدورهم للاحتلال الإسرائيلي لِيعودوا إلى قراهم. هذه علامات قوة، علامات انتصار، قَتل وقَتل مضاد، فإذًا، مفروض الآن، نحن نفذنا الاتفاق بالكامل، ولا ‏الأميركي، ولا أحد ‏من الداخل يستطيع أن يجد ثغرة. ولم يخطُ الإسرائيلي خطوات، ونأتي لِنقول عوامل القوة التي كانت بين أيدينا، والتي ‏أجبرته ‏على الاتفاق، بينما الإسرائيلي ما زال موجودًا ولم ينفّذ ما عليه! أنتم، بماذا تفكرون يا أخي؟ ‏فيقولون ‏لك نحن لا علاقة لنا، ‏لمدة أكثر من ‏أربعين سنة، حررت، والإسرائيلي لم يلتزم. مسؤولية على الدولة اللبنانية، العدوان على من يعمل في ‏‏سلك الصيرفة، هو عدوان مرفوض مئة بالمئة، ‏‏وهذا يجب ألا يكون. على الدولة أن تقوم كل واجبها. يجب أن تعرفوا أن هذا أمر لا يمكن أن يستمر، الآن يقولون وكم هي الفرصة؟ نحن نُحدد ‏كم هي ‏الفرصة، لكن هل تتصورون أننا سنبقى ساكتين إلى أبد الآبدين؟ لا، هذا كله له حدود، نحن جماعة ‏الحسين، نحن نتحدث ونحن نعرف لماذا نتحدث. ولم تكن هناك ذرائع، اعتدت على إيران، هذا لن يكون معنا، نحن أبناء "بين السلة والذلة، وهيهات منّا الذلة". نحن قادرون على الإسرائيليين، فيقولون لك: إذا واجهتم، هل تربحون؟ نعم، نربح. ‏كيف ‏تربحون؟ لاقونا، نحن نقول: نقوم بواجبنا، ندعو الله تعالى ونتوكل عليه، إن لم يكن في الشهر الأول ‏ففي الثاني ‏والثالث، لكننا دائمًا فائزون: بالنصر أو ‏الشهادة. لا أحد يلعب معنا، لا أحد يقول أننا نستطيع أن نُخضع هؤلاء. والحرس، واللواء محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان). والحقيقة، كل هؤلاء مع كثير من ‏‏الشهداء كانوا أصدقاءنا وأحبّاءنا، لكن أُخصص الشهيد الحاج رمضان، والتسليح، والقدرات. رحمة الله على الشهيد اللواء الحاج ‏‏رمضان، الذي كان في الحقيقة نموذجًا من النماذج. "ما تركتك يا ‏‏حسين"،