الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد : في حين فصل كنيسة إنجلترا عن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في عهد أسرة آل ثيودور وفي حين الأوضاع السياسية مع أسرة آل ستيورات كانت عوامل تحقق من الانفصال عن الكنيستين و مستقبل إنجلترا في تاريخها الحديث و المعاصر . بداية الإنجليز في الحداثة كان على يد النورمنديون في عام ١٠٦٦ م على يد قائد نورماندي "وليم الفاتح " وكان ذلك سبب في الاختلاط فيما بين الشعبين وكان حكم الملوك فيها ليس بالضعيف حيث أنها حكم النورمنديين وكانت تابعه لها . اما بالنسبة لحرب " المائة عام " كان لأنجلترا ممتلكات في فرنسا لكن بسبب الحرب و الملوك الفرنسيين و الثوار اللتي كانت رغبتهم تكمن في طرد الاحتلال الإنجليزي ومن ضمنهم الفائد الوطني "جان دارك " حرب الوردتين : ( ١٤٥٥م - ١٤٨٥ م ) كان الفوز من حليف آل يورك عام ١٤٧١ م لكن اختلت الأوضاع بسبب ملكهم الحالي في ذلك الوقت ريتشارد الثالث الذي لم يكن منصف الأوضاع لكن بالنهاية استطاعت اسرة لانكستر من الفوز بسبب كسبها الشعب وكان ذلك على يد هنري ثيودور واسست على يده سلالة ثيودور اللتي قادت البلاد القرن ١٦ عشر "م" . أسرة آل ثيودور الإصلاح الديني البروتستاني والملك هنري الثامن : كان الإصلاح الديني سلس في عهد هنري الثامن بسبب الانفصال بين الكنيستين ويرجع لعدة عوامل : ⁃ بسبب شعور الإنجليز بضرورة القيام بالإصلاح الديني في الكنيسة بسبب حركة التعليم والمعارف في إنجلترا بعد قيام مصلحين اكسفورد . استمرّ البرلمان الإنجليزي في الانعقاد لمدة ٧ سنوات متتالية من اجل القوانين الإصلاحية ولإخضاع رجال الدين من جهه أخرى وتغيير أسم الملك إلى حامي الكنيسة في إنجلترا في عام ١٥٣١ م واصدرت قوانين تمنع رجال الدين من إصدار الأمور المتعلقه بالكنيسة وضيقت الخناق عليهم . الملك ادوارد السادس ١٥٤٧ م - ١٥٥٣ م لكن نتج عن ذلك تغيرات كبيرة في عهده : ماري ثيودور ١٥٥٣ م: ابنه كاترين الأرغونية وهي كاثوليكية متعصبة أرادت هدم الإصلاح الديني في إنجلترا وارجاع عهد الكنيسة الكاثوليكية في البلاد وكان ذلك على مرحلتين الاولى : احراق كرامتنا وهو حي مع عدد من الأساقفة البروتستانت. الياصابات ١٥٥٨ م - ١٦٠٣ م : كانت متعلمه على العقائد المسيحية في زمن ادوارد وكانت ابنه غير شرعية و كانت قد تعرضت للاغتيال في القداس الكاثوليكي في عهد الملكة ماري ثيودور وحضرته وهي مجبره وكان البروتستانت معلقين آمالا عليها . لكنها قررت اتباع سياسية معتدله واقامت قانونين قانون السيادة العليا وقانون المذهب الواحد ، وأعتبرت الكنيسة الإنجلكانية في مظهر كاثوليكي لكن بعقيده بروتستانتي لكن المتطرفين عارضوا البروتستانت وانقسموا إلى فريقين معتدل ومتطرف والمعتدل لقبوهم بالمتطهرين والغلاة المتطرفين يسمونهم الانفصاليين وقد عاقبهم القانون الانجيليزي ، واخيراً بوفاة الياصابات انتهى عهد اسرة آل ثيودور في إنجلترا وبدأ حكمو اسرة جديدة وهي أسرة ستيورات اسرة آل ستيوارت والثورة الدستورية : بعد انتهاء عهد أسرة ثيودور في انجلترا، جاءت أسر ستيورات الى الحكم، وأن تكون لها حكومة ملكية انجليزية على نمط حكومة فرنسا في عهد كل من لويس الثالث عشر ولويس الرابع عشر. وهكذا نلاحظ أن قضية جديدة ظهرت بوادرها في عهد أسرة آل ستيورات وهي تطور الحركة الدستورية في البلاد. جيمس الاول 1603م-1615م وقد كان ملكا على اسكتلندة وارتقى عرش انجلترا بسبب أن هناك رغبة في عمل اتحاد بين انجلترا وأسكتلندة. (١٧) الميلاديين ١٤٧ الملك أنه كان يؤمن ايمانا تاما بنظرية حق الملوك المقدس السائدة آنذاك في أوربا. على أنه أثار سخط البرلمان بسبب تجاهله للدستور، كما صارح اللوردات وأعضاء مجلس العموم بأن اختصاصاتهم ليست قائمة على حق لأنها منحة من الملك، وأن المسائل الخطيرة والشئون العاجلة المتعلقة بالملك والدولة والدفاع عن البلاد وعن كنيسة انجلترا ووضع القوانين وصيانتها وانصاف المظلومين كلها موضوعات ومسائل من اختصاص البرلمان يتشاور فيها أعضاؤه ويتناقشون . وكان هذا البرلمان الانجليزي يشارك الملك في حكم البلاد. وهكذا حدث اصطدام بين الملك جيمس الأول والبرلمان الانجليزي بسبب تمسك جيمس بموقفه وتمسك البرلمان في ١٤٨ الفصل الرابع: انجلترا في القرنين (١٦)، ومع أن الظروف التي تولى فيها الحكم جيمس الأول كانت حسنة، حيث تم انتصار الأسطول الانجليزي على الأسطول الاسباني الأرمادا سنة ١٥٨٨م، وكان بالامكان استرضاء هذه الجماعة بشكل بسيط في تعديل بعض الطقوس الدينية والمظاهر الشكلية . كما أن الملك جيمس طرد القساوسة الذين لم يقوموا بالطقوس الدينية بشكل دقيق من وظائفهم الدينية، وزاد في حقد الشعب الانجليزي على الملك عندما رفض الملك دخول الحرب الى جانب البروتستانت الألمان، وكان الملك جيمس الأول قد أمر باعدام تم الفصل الرابع: انجلترا في القرنين (١٦)، وبعد موته خلفه ابنه شارل الأول في حكم انجلترا . شارل الأول 1625م - 1649م لقد واجه شارل الأول القضايا نفسها التي واجهها والده جيمس الأول، واصطدامه مع البرلمان الذي غدا ينتقد الحكم بصراحة، وقد زادت المشكلات في عهد شارل الأول عندما تزوج من أميرة فرنسية هي هنرييت ماريا شقيقة لويس الثالث عشر ملك فرنسا الكاثوليكي . واتفق شارل كذلك مع لويس الثالث عشر بأن يكون للويس حق السيادة على الكاثوليك الانجليز. وقد تأزمت الأوضاع بين الملك والبرلمان عندما عين الملك دوق بكنجهام قائدا للحملة الموجهة ضد اسبانيا. وقد أدى ذلك بالملك الى طلب المزيد من الأموال عن طريق موافقة البرلمان على ضرائب جديدة، ولكن البرلمان أصر على ألا يوافق على القيام بمثل هذه الاجراءات الا بعد أن يصلح الملك المفاسد التي يشكو منها البرلمان والشعب. وقد وافق الملك على هذه الحقوق. وألا يسجن أحد من أبناء الشعب الانجليزي سجنا تعسفيا الا بما تقتضية قوانين البلاد. ومع أن الملك الانجليزي حاول ان يبهر الأمة الانجليزية بانتصارات حربية في الخارج، وهي ضرائب على البضائع تظل سارية المفعول في فترة حكم الملك، الا أن البرلمان رفض توقيع هذه اللائحة الضرائبية مالم يعمل الملك حكما سليما في البلاد، وهذا أحدث تصادما بين الملك والبرلمان سنة ١٦٢٩م وبخاصة بعد محاولات المصالحة التي لم تفلح بين الطرفين. ولقد حكم الملك بدون برلمان من سنة ١٦٢٩م الى ١٦٤٠م. وكانت الأزمات المالية والبرلمانية والدينية قد أجبرت الملك على توقيع صلح مع اسبانيا وفرنسا سنة ١٦٣٠م. وجمع بيديه كل السلطات السياسية والدينية، ومن هؤلاء : المستشار وليام لود الذي عمل رئيسا لأسافقة كانتربري والذي حاول اجبار جميع رجال الدين على استعمال كتاب الصلاة، فكان على كل ميناء ومدينة أن يمد الملك بسفينة. وكانت جميع هذه الاجراءات بدون استشارة البرلمان فكانت هذه قد أثارت حفيظة الشعب الانجليزي ضد شارل وحكومته . وزاد الأمر سوءا عندما أجبر شارل الشعب الاسكتلندي بأن يقبل كتاب الصلاة الانجليزي وطقوس الكنيسة الانجليكانية، والتي انتهت بهزيمة الملك شارل وعقده هدنة مع الاسكتلنديين، وطالب الملك بأن ينفذ قانون ملتمس الحقوق، فكان هذا قد باعد بين الملك والبرلمان. وبعد هذا كله فان شارل لم يستطع الصمود أمام كل هذه المشكلات فقرر الهرب في ١٠ يناير سنة ١٦٤٢م من مدينة لندن، لقد انقسمت البلاد الى جماعة تؤيد الملك الذي فر الى مدينة نوتنجهام، والى جماعة تؤيد البرلمان. وكانت مدينة لندن من أقوى مراكزهم. لقد دارت حرب بين الجماعتين كانت على مراحل في الأولى انتصر الملك وكادت قواته دخول لندن . (١٧) الميلاديين ١٥٣ الأمر بأن سلم الأسكتلنديون الملك الهارب الى البرلمان مقابل مبلغ من المال عام ١٦٤٧م. فان الأمر انتهى باعدام الملك بعد محاكمته من قبل محكمة عليا مؤلفة من مائة وخمسين قاضيا ومحلفا في ٣٠ يناير سنة ١٦٤٩م ، فطرد حوالى مائة وأربعين نائبا من مجلس العموم الانجليزي، وانتخب البرلمان العاجز مابقى من أعضاء البرلمان هيئة حكم أطلق عليها اسم مجلس الدولة، الجمهورية في انجلترا : هناك مشكلات متعددة واجهتها الجمهورية عندما تسلمت السلطة في البلاد. فقد نادت كل من أسكتلندة بالملك شارل الثاني ملكا عليهما بدلا من أبيه، وهذا أدى بحكومة الجمهورية الى ارسال قوة بقيادة كرومويل الى أيرلندة فذبحت الكثير من الناس فيها، واستطاعت هذه القوة ضم أيرلندا الى انجلترا. وبهذا أصبحت الجمهورية في انجلترا العظمى وأيرلندة . ولكن كرومويل كان يعلم أن البرلمان الجديد سوف يعيد شارل الثاني ملكا على البلاد، عودة الملكية في انجلترا : وصدر قرار برلماني دعا الجميع الى الخضوع للكنيسة الانجليزية. ولما كانت الأسرة المالكة الانجليزية متأثرة بفرنسا الكاثوليكية، وقد أثار هذا الاجراء البيوريتان الذين ان شارل الثاني نفسه أعلن عن كاثوليكيته بدون خوف. مما أدى الى زيادة حدة التوتر في انجلترا. وعرفت هذه المحاكمات بالمحاكمات الدموية. كان قانونا يحد من سلطة الملك في انجلترا. عادت معها سلطة الملك ولكن بشكل يختلف عما كان عليه الوضع في عهد جيمس الأول. لقد استفادت انجلترا من موقفها المعادى لفرنسا لأن هذا الموقف دفعها أن تخطط سياسة بحرية استعمارية في القرن الثامن عشر الميلادي. ولقد ساعدت فرنسا جيمس الثاني المخلوع حين أرسلته الى أيرلندا وعملت على اقناع الأبرلنديين بالالتفاف من حوله. وكان وصول جيمس الى أيرلندا قد أحيا النزاع البروتستانتي - الكاثوليكي أو النزاع الكلتي الايرلندي لولا وصول قوات أورانج وانتصارها على قوات جيمس الذي تخلى عن أعوانه وفر مرة ثانية الى فرنسا. كان وليم الثالث ومارى قد انضما الى المعسكر المعادى لفرنسا. وكان وصول جيمس الى أيرلندا قد أحيا النزاع البروتستانتي - الكاثوليكي أو النزاع الكلتي الايرلندي لولا وصول قوات أورانج وانتصارها على قوات جيمسن الذي تخلى عن أعوانه وفر مرة ثانية الى فرنسا . فأصدر تشريعات مالية تمنح الملك دخلا سنويا معينا بدلا مما كانت عليه الماضي حين كانت البرلمانات تقر منحا للملك تكفية طيلة حياته كلها. وبهذا تمكن البرلمان من السيطرة التدريجية على الجيش . الملكة آن : وشديدة التحمس للكنيسة الانجليزية وكانت ميالة الى حزب التورى الذي اعتمدت عليه ضد الهويج حتى طردتهم من الحكومة سنة ۱۷۱۰م. الا أن فرنسا أهملت التفاوض مع وليم أورانج في هذا الأمر، وبهذا وصل الدستور الانجليزي الى مرحلة واسعة في تطوره، وكان رئيس الحزب السير روبرت والبول هو رئيس هذه الوزارة الهويجية.